responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1842
وفي خريف سنة 1948، اشتد على دروزة مرض المرارة، فأدخل المستشفى الأمريكي في بيروت حيث أجريت له عملية جراحية خرج على أثرها منهوك القوى، وكان قبل ذلك قد أصيب بثقل في سمعه مما اضطره إلى الاعتكاف في بيته في دمشق والانصراف بالدرجة الأولى إلى التأليف والتدوين والنشر. وكل ما كان له من نشاط بعد ذلك: الاشتراك في المؤتمر الإسلامي العام في دمشق سنة 1954 الذي دعت إليه لجنة إسلامية خاصة من أجل فلسطين والمقدسات الإسلامية فيها، ثم الاشتراك في المؤتمر الشعبي القومي الذي عقد في دمشق سنة 1956 بمناسبة العدوان الثلاثي على مصر.
وقد اختير عام 1964 عضواً في المؤتمر الوطني المنعقد في القدس من أجل إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ثم أسهم بعد ذلك في تكوين جمعية رعاية أسر الشهداء في دمشق، وبعد نكسة حزيران 1967 واصل دروزة مساعيه القلمية والشخصية في سبيل تقوية العمل الفدائي وتوسيعه وتوحيده حتى يصبح حركة تحرير شاملة تستمر إلى أن ينهار بنيان الدولة اليهودية وتعود فلسطين إلى حظيرة السيادة العربية.
محمد عزة دروزة أحد أكبر المفكرين العرب والمسلمين، وهو مؤرخ مرموق، بدأ نشاطه العلمي في الكتابة والتأليف في سن مبكرة عقب إعلان الدستور العثماني 1908، حيث كتب نحو عشرين مقالاً في جريدة الحقيقة البيروتية تناول فيها شئوناً متنوعة في الأخلاق والسياسة والاجتماع والأدب. كذلك ألف رواية بعنوان (وفود النعمان على كسرى أنوشروان)، وفي عام 1913 ألف رواية السمسار، بين فيها خطر السماسرة الذين كانوا يسعون في شراء الأرض لصالح اليهود. وأثناء توليه إدارة مدرسة النجاح ألف روايتين بعنوان (صقر قريش) و (آخر ملوك العرب في الأندلس)، وقد ألف دروزة الكتب المدرسية في التاريخ القديم والمتوسط والحديث، وطبعت هذه الكتب أكثر من مرة في الأردن وفلسطين ومصر والعراق ودرس بعضها في مدارس الأردن وفلسطين.
كما كتب مقالات عدة اجتماعية وتربوية وأخلاقية نشرت في مجلات عربية مختلفة وترجم كتابين عن الفرنسية أحدهما رواية (لامارتين) للكاتب الفرنسي روفائيل، والثاني (دروس في التربية للمربي الفرنسي كومبرة).
وعندما سجن دروزة سنة 1939 حفظ القرآن الكريم، وبدأ يكتب مسودات كتبه الثلاثة (سيرة الرسول) و (عصر النبي) و (الدستور القرآني). وعندما خرج إلى تركيا استغل فترة مكوثه أربعة سنوات فعمق ثقافته الدينية واطلع على الكثير من التفاسير وكتب الفقه والحديث في مكتبات الأستانة، وكانت ثمرة ذلك كتابة مسودة التفسير الحديث، ومقدمة تفسيره (القرآن المجيد) وكتابيه تركيا الحديثة وحول الحركة العربية الحديثة.
وقد انتخب دروزة سنة 1960 عضواً في المجلس الأعلى للفنون والآداب في القاهرة ومقرراً للجنة التاريخية فيه، لكن ثقل سمعه وحالته الصحية جعلته يعتذر عن الاستمرار في هذه العضوية. وكان قبل

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1842
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست