responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1841
التي هي جزأ لا يتجزأ من سوريا الطبيعية، كما عمل على تشجيع الصناعات الوطنية وطالب بمقاطعة البضائع المستوردة.
كان دروزة يشترك مع رفاقه أعضاء الحزب ثم أعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمر الفلسطيني في تنظيم مظاهرات وقيادتها، وقد شج رأسه من قبل خيالة الإنجليز في إحدى هذه المظاهرات التي قامت في يافا في 27/ 10/1933، ثم اعتقل وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر مع الأشغال الشاقة.
في أوائل سنة 1936، أُعلن الإضراب الكبير في فلسطين، الذي انبثقت عنه حركة ثورية ضد الإنجليز واليهود، وشكلت نتيجة لذلك لجنة عليا مؤلفة من ممثلي الأحزاب برئاسة الحاج أمين الحسيني، مثّل حزب الاستقلال فيها المحامي عوني عبد الهادي، وعندما اعتقل حل محله دروزة ليصبح عضو اللجنة العربية العليا لفلسطين وسكرتيراً لها، ولكنه اعتقل بعد ذلك لمدة ثلاثة أشهر.
ولما طالت مدة الإضراب العام، ولحق الضرر بمصالح الشعب تدخل الملوك والحكام العرب بإيعاز من بريطانيا ووجهوا نداءهم الشهير من أجل إنهاء الإضراب، وانتدبت اللجنة العليا العربية محمد عزة دروزة وبعض رفاقه لمقابلة ملكي بغداد والرياض لشرح وجهة نظر اللجنة العليا ورئيسها، وإطلاع العرب على حقيقة موقف الإنجليز. كما انتخب دروزة عن اللجنة العليا لحضور المؤتمر العربي الذي انعقد في بلودان عام 1937 من أجل الحصول على تأييد عربي لرفض التقسيم، وألقى كلمة فلسطين في المؤتمر. ثم سافر دروزة إلى العراق لإنشاء لجنة الدفاع عن فلسطين، وفي أثناء وجوده في بغداد سنة 1937، انفجرت الثورة في فلسطين ثانية، وأعلنت السلطات حالة الطوارئ ووضعت يدها على الأوقاف الإسلامية وعزلت دروزة، ونفت بعض زعماء الثورة إلى جزر سيشل، وأصدرت قانوناً منعت به دروزة ومن لم يكن موجوداً من أعضاء اللجنة العليا في فلسطين من العودة، وظل هذا القانون نافذاً إلى آخر أيام الانتداب البريطاني، عندها سافر دروزة إلى دمشق، وهناك التقى الحاج أمين الحسيني، واشتركا معاً في إدارة الثورة وتمويلها، وكان ذلك سبباً لاعتقاله من قبل السلطات الفرنسية، حيث حكمت عليه بالسجن خمس سنوات، قضى منها أربعة أشهر في قلعة المزة، واثني عشر شهراً في قلعة دمشق، ثم أفرج عنه مع المسجونين السياسيين السوريين إثر هزيمة فرنسا في نهاية عام 1940 بمساعدة من صديقه الرئيس شكري القوتلي.
بعد الإفراج عنه بثلاثة أشهر ولدى دخول الإنجليز والديغوليين سوريا غادر دروزة مع عدد من رفاقه سوريا لاجئاً إلى تركيا ... غير أن السلطات الإنجليزية لم تتركهم وشأنهم في تركيا بل لاحقتهم بتقاريرها وجواسيسها حتى قررت الحكومة التركية نفيهم إلى الأناضول أو تسفيرهم إلى أوروبا، فاختار دروزة النفي، لكنه عاد إلى سوريا ثانية بعد أن نالت استقلالها عام 1945، وأخذ ينسق مع الحكومة السورية واللجنة العسكرية التي تولت مهمة إعداد المتطوعين الفلسطينيين وتدريبهم، وقد ساهم دروزة في حث عدد كبير من الشباب للإقبال على التسليح والتدريب.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1841
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست