responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1839
ذلك للعمل سكرتيراً في ديوان الأمير عبد الله بن الحسين، ثم صار مديراً لمدرسة النجاح الوطنية الثانوية في نابلس من سنة 1922ـ 1927، ثم صار مديراً للأوقاف الإسلامية في فلسطين من سنة 1933 إلى سنة 1937 وهو أعلى منصب شغله في حياته. وفي خريف هذه السنة وضع الإنجليز يدهم على الأوقاف الإسلامية، والمجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يشرف على هذه الأوقاف بسبب الثورة الفلسطينية التي اندلعت سنة 1936 فأقالوه ولم يعد بعد ذلك موظفاً.
عمل دروزة في الأوقاف لفترة طويلة أحدث تغييراً ملحوظاً في اتجاهه الثقافي العام، ففي حين كان اهتمامه منصباً على النواحي السياسية والقومية في فترة العشرينات، فإنه مع بداية الثلاثينات اتجه إلى التحديد والتركيز على النواحي الدينية، فانكب يطالع ما يقع تحت يده من كتب التفسير والفقه والحديث، وظل هذا الاتجاه يتعمق تصاعدياً حتى بداية الأربعينات ليبدأ بعدها مرحلة الإنتاج والتأليف. هذا بالإضافة إلى المصادر والمؤثرات الأولى التي أثرت في تحديد إطاره الفكري وتوجيهاته الإسلامية منذ البداية وأهمها نشأته في أسرة متدينة محافظة، وثقافته الصوفية التي اكتسبها من انضمامه إلى الطريقة النقشبندية، واتصاله بمشايخها في مجالسهم ودروسهم وحلقات أورادهم وهذا فضلاً عن ثقافته الاجتماعية الواسعة التي اكتسبها من تجاربه الذاتية وعلاقاته الاجتماعية وتجواله المستمر في المدن والأرياف بحكم عمله في دائرة البريد في بداية الأمر، وبحكم انتمائه إلى بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية في مرحلة لاحقة.
بدأ محمد دروزة نشاطه السياسي عقب إعلان الدستور العثماني سنة 1908، فقد انتسب في بداية الأمر إلى نادي جمعية الاتحاد والترقي في نابلس ولكنه سرعان ما انفصل عنه بعد أن تبين له أن القائمين عليه تنكروا لوعودهم، ثم سارع مع نفر من أصدقائه في مدينة نابلس إلى تأسيس فرع لحزب الائتلاف والحرية الذي تأسس في الأستانة ليكون معارضاً لأفكار جماعة الاتحاد والترقي، وتسلم دروزة سكريتيرية هذا الفرع الذي كان له دور ملحوظ في إحباط أحد المشاريع الاستيطانية المبكرة في غور نابلس.
وفي سنة 1912 قام دروزة مع عدد من رفاقه من ذوي الميول القومية بتأسيس فرع لحزب اللامركزية المؤسس في مصر والذي كان من جملة أهدافه الاستقلال المحلي عن التبعية العثمانية، غير أن الدولة ما لبثت أن انضمت إلى محور ألمانيا، وأعلنت الطوارئ وحالة الحرب فتجمد نشاط الفرع.
كان دروزة قبل ذلك قد اندمج في حركة المطالبة بالإصلاح وفي حركة المؤتمر العربي الذي انعقد في باريس سنة 1913، وفي سنة 1916 انضم إلى جمعية العربية الفتاة السرية، وقد انتخب مرتين في الهيئة المركزية لهذه الجمعية.
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1918، ودخل الملك فيصل دمشق مع الإنجليز، كان دروزة وقتها في بيروت، ولما احتلت فرنسا لبنان اضطر دروزة للعودة إلى نابلس حيث أسهم مع رفاق له في

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1839
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست