responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1769
وهكذا، فالقرآن قال إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم.
ومن الآية ينقلب مفهوم الشر، فالشر ليس شرا كاملا مطلقا، بل هو هرم متعدد الوجوه، بعضها خير.
والإجرام تقوم به عصابة، فمن أفرادها من تفتق ذهنه عن الفكرة، ومنهم من تولى التخطيط والتمويل، فتولى كبرها، وقد يكون أقلهم شأنا المنفذون وإن كانوا هم اليد العارية لإنفاذ الأمر.
والأنظمة السياسية تفعل بنفس القانون، مثل ستالين وبيريا والرفاق الثوريين، أو هتلر وغوبلز وروهم والعصابة النازية، وفرانكو الذي قتل الشاعر جارسيا لوركا الغرناطي؛ وينطبق هذا على صدام وعصابته من طارق عزيز وبرزان التكريتي وعزت الدوري الذي مات في المخبأ، ووزرائه وأعوانه وأدوات جلده وتعذيبه؛ وحاليا مع طبيب العيون الأعمى بشار الأسد الذي نصب على عرش أبيه زورا، من مجلس شعب مزور، فجلس على كرسي السلطة، عفوا كرسي الإعدام، فهو يدفع ثمن أخطاء أبيه، يقول أن لا دخل له بآلة القتل الجهنمية التي روعت الشعب السوري وعرف أن جهنم موجودة على وجه الأرض لا ريب فيها!
فكيف تحدد المسؤولية؟
في الواقع، إن محاكمات نورمبرغ بدأت عام 1946 على نحو سليم واختتمت على نحو سقيم، حين قالت في البداية إن كل من ساهم في الحرب وسعى إليها مجرم، ولكن من انتهوا على المقصلة كانوا مجرمي النازية لوحدهم، وخرج ترومان وستالين كأبطال، وكلا الاثنين مجرمان يشتركان في الجريمة ويختلفان في الدرجة، وبذلك انتهت محاكمات نورمبرغ بمهزلة بعد أن بدأت باسم العدالة. وينطبق هذا على القصة التي ذكرتها، فمن كان المسؤول .. هل المعتصم؟ هل القضاة؟ هل حرس الحماية والشرطة؟ هل الرعاع أم شيوخهم وأئمة الضلال؟ والجواب: لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. وهذا الكلام ينطبق على من قتل الحريري، ومن فجر أبراج نيويورك، ثم مقولة بشار الأسد الفاسدة وهي أن لا علاقة له بالقتل المنهجي والتعذيب حتى الموت.
في كتاب «العبودية المختارة»، نكتشف أن من يستبد في بلد ليس الحاكم بل حلقة داخلية، رهط من ستة أشخاص، وقد يكونوا تسعة كما ذكر القرآن:
(«وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله» = تأمل .. أقسموا بالله على قتل نبي الله).
وكل من جماعة الحلقة الداخلية له أتباع، والأتباع لهم أتباع، وبذا تتشكل الشبكة الجهنمية، ونهايتها في قبضة الطاغية.
مع هذا، فالقرآن يقول إن الشيطان ليس له سلطان إلا على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، ووصفة الخلاص ليست بقتل الطاغية بل بعدم طاعته فقط .. كلا لا تطعه واسجد واقترب.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1769
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست