responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1567
ويقف حزب إيران على رأس القوى التي توفر كل أشكال الدعم للنظام الأسدي، مسخّراً أجهزة الدولة وإمكانياتها في هذا السبيل، بل مجيّراً عضوية لبنان في مجلس الأمن، وفي جامعة الدول العربية لتجنيب سوريا أي قرار من نوع الإدانة أو فرض العقوبات.
وكلُّ هذا، تحت عنوان فريد هو دور سوريا المزعوم في الممانعة والمقاومة، وأي ممانعة يقصدون، والنظام لم يتورّع عن التعاون الاستخباري الوثيق مع قوى الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، بل لم يتوقف عن فتح القنوات مع إسرائيل؟ وأي نوع من المقاومة الحقيقية لإسرائيل تقوم على جماجم المسلمين؟ وتحت أي تبرير يضع هذا الحزب تحرير الأرض حتى لو كانت القدس، وزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم [4]؟
أي دينٍ يزعمونَه وأيّ مقاومة يدّعونها حين يتحالفون مع طاغوت الشام سفّاح الأطفال ومنتهك الحرمات، بل مرتكب الكفر البواح؟ وأيّ شرفٍ ينادون به وهم يتقرّبون من سفّاكي دماء المسلمين في روسيا والصين تحت عنوان محور الممانعة العظيم؟
ويبلغ السخف دَرْكَه الأسفل حين يدعو زعيم هذا الحزب لحلف إسلامي مسيحي ضد من أسماهم بالتكفيريين، في تناغم مريب مع بطريرك الموارنة بشارة الراعي [5].
ونقول لو كان معنى التكفيري بزعمه، هو من يكفّر المفتري على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو من يكفّر المكفّر لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو من يكفّر محرّف القرآن والواضع فيه ما ليس منه، فكل أهل السنة في أنحاء الأرض هم تكفيريون بهذا المعنى، ولن يجد من يتحالف معه.
بل أصبح واجباً إعلان النفير في كل بلاد الشام وما حواليها، لصدّ عدوان هذا الحلف الإجرامي الذي لا يستهدف يهوداً، بل المسلمين خاصة، مستبيحاً دماءهم وأعراضهم وأموالهم.
احتمالات الصراع
أما احتمالات الصراع وتوقعاته فلا تعدو أن تكون خمس حالات كما أوردها كارستن ويلاند الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، واللافت أنه يجعل اندلاع الحرب الأهلية في آخر اللائحة، فيما يضع في البداية احتمال انتصار النظام وبقاء بشار الأسد، وليس لأن بقاء النظام هو الأكثر احتمالاً، بل من الأرجح أن تدخل البلاد مرحلة الاحتراب الداخلي.
1 - فأن ينتصر بشار كما فعل أبوه حافظ حين دمّر حماة واستباحها، ثم عقد شراكة المصالح مع طبقة التجار من أهل السنة، هو احتمال ضئيل لاختلاف الظروف السياسية والاقتصادية، وليس بيد بشار اليوم ما يكفي من القوة الناعمة لاستمالة الغالبية الصامتة، مع وجود العقوبات المتعاظمة في شدتها تدريجياً.

اسم الکتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 1567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست