اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 315
وحاصر صلاح الدين (الكرك)، وجرت بينه وبين الإفرنج بعض المعارك، فلم يستطع أن يظفر منها بشيء [1]، ولكنه حصل على معلومات مهمة عن الأرض وقوَّات العدو وأساليب قتاله وتسليحه وتنظيمه وقيادته ونقاط الضعف فيه التي يمكن أن يستغلّها في المستقبل.
كما أنَّ صلاح الدين نفَّذ عملياً خطته الهجومية على العدو، فخرجت جيوش مصر إلى خارجها، ولم تبقَ في منطقتها مكتفية بالدفاع عنها.
وكانت هذه الغزوة أول غزوة غزاها صلاح الدين خارج مصر.
وفي سنة تسع وستين وخمسمئة الهجرية (1173م) سيَّر صلاح الدين أخاه الأكبر شمس الدين (تورشاه) إلى اليمن للقضاء على حكم عبد النبي بن علي [2] فمضى إليها وقتل حاكمها الخارجي واستولى على معظم اليمن [3].
وهذا دليل على توطيد حكمه في مصر، وبلوغ جيشه درجة عالية
من القوة.
وفي يوم الأربعاء حادي عشر من شوال سنة تسع وستين وخمسمئة الهجرية توفي نور الدين زنكي الشهيد في دمشق [4]، فأصبح صلاح الدين مستقلاًّ استقلالاً تاماً في مصر. [1] النوادر السلطانية 45، والنجوم الزاهرة 6/ 67. [2] المهديون: أسرة حكمت (زبيد) بين سنتي (554 - 569هـ = 1159 - 1173م)، وحكم من هذه الأسرة ثلاثة: علي بن مهدي، ومهدي بن علي، وعبد النبي بن مهدي. [3] النوادر السلطانية 46. [4] النوادر السلطانية 47، ويصادف ذلك يوم 15 مايس- مايو سنة 1174م.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 315