اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 314
مصر أو احتلالها حتى لا يزداد صلاح الدين قوة فتمتنع عليهم مصر أولاً، وتهدّدهم في الأراضي المحتلة من الأرض المقدسة وساحل فلسطين ولبنان. ولكن انتصار صلاح الدين عليهم أدّى إلى ازدياد تخوّفهم من مصر ومن قيادتها الجديدة، كما أثر في معنوياتهم تأثيراً حاسماً.
ومن الواضح أن قيادة صلاح الدين قلبت خطط مصر الدفاعية إلى خطط تعرضية كان لها أبلغ الأثر في مصير المنطقة كلها.
ومات العاضد آخر الخلفاء الفاطميين في مصر يوم الإثنين العاشر من المحرّم سنة سبع وستين وخمسمئة الهجرية (1171م)، وكان صلاح الدين قد خطب لبني العباس خلفاء بغداد في أواخر أمر العاضد ... وبموت العاضد استقرَّ المُلك لصلاح الدين في مصر، ولكنَّه كان تحت أوامر نور الدين زنكي المعروف بالشهيد صاحب دمشق، فأخذ ينظم قواعد الحكم، ويتأهَّب لقتال الصليبيين في فلسطين والمناطق المحتلة من سواحل بلاد الشام [1].
وفي سنة ثمان وستين وخمسمئة الهجرية (1172م)، خرج بجيشه يريد بلاد (الكرك) [2]، وإنَّما بدأ بها لأنها كانت أقرب إليه، وكانت في الطريق تمنع مَن يريد مصر، وكان لا يمكن أن تصل قافلة من بلاد الشام حتى يخرج هو بنفسه يعبرها بلاد العدو، لذلك عزم على توسيع الطريق وتسهيله لتتَّصل البلاد بعضها ببعض وتسهل على السابلة. [1] النوادر السلطانية 45، والنجوم الزاهرة 6/ 8. [2] الكرك: مدينة تقع على مسافة 140 كيلو متر من جنوب (عمان) عاصمة الأردن، وهي قصبة (موآب)، ولا تزال موجودة في الأردن حالياً.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 314