responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 216
القوم [1]. وأخذ الراية جعفر بن أبي طالب وقاتل بها، حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له [2] شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل وهو يقول: "يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارداً شرابها والروم رومٌ قد دنا عذابها كافرةً بعيدةً أنسابها عليّ إذ لاقيتها ضرابهُا ([3]) " وكان جعفر قد أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه [4] حتى قتل - رضي الله عنه - وهو ابن ثلاثة وثلاثين سنة [5]، فوُجد في جسمه بضع وتسعون طعنة ورمية كلها فيما أقبل من جسمه [6].
ولما استشهد جعفر أخذ عبد الله بن رَواحة الراية، فتقدم بها وهو على فرسه وهو يقول: "أقسمت يا نفسُ لتنزلنَّه لتنزلنَّ أو لتُكرهنَّه إنْ أجْلَبَ الناس وشدوا الرنّة مالي أراكِ تكرهين الجنّة [7] قد طالما قدكنتِ مطمئنة هل أنت إلا نطفة في شنّة (8)

[1] شاط في رماح القوم: أي هلك. نقول: شاط الرجل، إذا سال دمه فهلك.
[2] اقتحم عن فرس له: أي رمى بنفسه عنها، يريد أنه كان فارساً فترجَّل.
[3] سيرة ابن هشام 3/ 433 - 434.
[4] احتضنه: أخذه في حضنه. وحضن الرجل: ما تحت العضد إلى أسفل.
[5] سيرة ابن هشام 3/ 343.
[6] الإصابة 1/ 248.
[7] أجلب الناس: صاحوا واجتمعوا. والرنة: صوت فيه ترجيع يشبه البكاء.
(8) النطفة: الماء القليل الصافي. والشنة: القربة القديمة.
اسم الکتاب : بين العقيدة والقيادة المؤلف : محمود شيت خطاب    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست