اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 504
ثانيًا: حركة الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي:
هو أحمد بن عبد الأحد بن زين العابدين السرهندي يتصل نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - , ولد ليلة الجمعة 14 شوال 971هـ - 1563م بمدينة سرهند ببلاد الهند، وسماه والده «شيخ أحمد» نشأ الإمام السرهندي في بيئة متضاربة فكريا، متعارضة عقديا، مضطربة خلقيا، فقد ترعرع في عهد الإمبراطور جلال الدين محمد أكبر، من أباطرة آل تيمور المغوليين الذي انحرف عن الإسلام والذي سيطرت عليه فكرة حلول الألف الثاني من عمر الإسلام، وقد تأثر بدعوة بعض الفلاسفة المارقين عن الإسلام بقولهم إن عمر الإسلام الطبيعي ألف عام، أما وقد انقطعت، وبدأ الألف الثاني فإن الدنيا في حاجة إلى عهد جديد تتابع فيه مسيرتها، كما أنها في حاجة ماسة إلى دين جديد يمارس الناس من خلاله حياتهم الدينية، وتشريع جديد ينظم شئونهم ويدبر معاشهم، ويستغنون به عن الدين الذي سلف وذهابه بذهاب ألف سنة من عمره, واستحوذت فكرة الدين الجديد على نفس الملك أكبر, وشكل لجانًا لنشر الدين الجديد ونشرها في نواحي الهند، لقد كان ذلك الدين يحتوي على الشرك بكل أنواعه وأصنافه، فدخلت عبادة الشمس والكواكب بدلا من التوحيد الخالص، وأبدلت عقيدة البعث والنشور بعقيدة التناسخ، وأحل الدين الجديد الربا والقمار، والخمر والخنزير, وأباح الزنا وصدر قانون بتنظيمه, وحرم ذبح البقر، وحرم الحجاب .. إلخ.
وانتشرت النظريات الفلسفية التي كانت تؤمن بأن العقل وحده قادر على إدراك الحقائق الحاضرة منها, والغائبة, حتى استغنوا بالعقل عن الرسل والرسالات وكل ما يتعلق بهما.
وفي خضم هذه الاضطرابات وتلك الفوضى كان الإمام السرهندي قد قارب الثلاثين من عمره، وكان قد تسلح بالعلوم الدينية، وأصول أهل السنة وقد حباه الله -عز وجل- عقلاً راجحًا, وفكرًا ثاقبًا, وذوقًا مرهفًا، وقلبًا واعيًا،
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 504