responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 503
في أمور الحرب والسياسة ومما يذكر أنه كان يشرف بنفسه على إعداد المجاهدين وتحضير الكتائب وتسيير المقاتلين [1].
واستمرت الحروب بين أنصار الدعوة وأعدائها سنين عديدة وكان النصر حليف أصحاب الدعوة في أغلب المواقف, وكانت القرى تسقط واحدة تلو الأخرى، وفي عام 1178هـ - 1773م، فتحت الرياض بقيادة الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود، وفر منها حاكمها السابق دهام بن دواس، وكان حاكما ظالما غشوما، اعتدى على الدعاة مرارا، ونقض العهود التي أبرمها مع القائمين على الدعوة. وبعد فتح الرياض اتسعت رقعة الأرض التي تخضع للدعوة ودخل كثير من الناس في الدعوة مختارين، فقد أزيلت العوائق التي كانت تصدهم عنها، وانفرجت الأمور بعد ضيق، وجاء اليسر بعد العسر، وكثرت الأموال، وهدأت الأحوال, وأمن الناس في ظل الدولة الإسلامية الفتية، التي حرم الناس من نعمة الأمن والاستقرار مدة غيابها [2].
لقد أخذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالسنن لتمكين دين الله تعالى، فنلاحظ في دعوته أخذه بشروط التمكين ودعوة الناس وتربيتهم عليها من الإيمان بالله، والعمل الصالح، وتحقيق العبودية ومحاربة الشرك، وتقوى الله تعالى، وأخذه بأسباب التمكين ويظهر حرصه على الأخذ بالأسباب في تحالفه مع الأمير محمد بن سعود الذي وظف جيشه، وحكومته وماله وسلاحه, ورجاله لخدمة الدعوة، ومرت الدعوة بالمراحل الطبيعية من التعريف بها وإعداد من يحملها، ومغالبة أعدائها والتمكين لها، ومر الشيخ بسنة الابتلاء، ومارس سنة التدرج، وشرع في الأخذ بسنة تغيير النفوس، واستخدام سنة التدافع بين الحق والباطل، ولم يترك سنة الأخذ بالأسباب، وهذا كله يدخل تحت فقه التمكين الذي مارسه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

[1] المصدر السابق نفسه، ص78.
[2] انظر: استمرارية الدعوة، د. محمد الوكيل (3/ 294).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 503
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست