responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 502
أمر الدعوة، فأقام الشرع ونفذ الحدود، وهدم القباب ولم يستمر في حريملاء طويلا بسب بضغط أمير الأحساء على أمير حريملاء لقتل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فخرج ماشيًا على الأقدام إلى الدرعية.
ب- تحالفه مع محمد بن سعود:
استطاع محمد بن عبد الوهاب أن يتحالف مع الأمير محمد بن سعود الذي قدم ماله ورجاله من أجل دعوة التوحيد، وكان هذا التحالف على أسس متينة, واستطاع الشيخ أن يواصل دعوته للناس بالتعليم والرسائل، والوعظ, واستمر على هذا الحال يعلم الناس ويكتب الرسائل ويدبجها بالحجج والبراهين والأدلة على صحة دعواه، يدعو إلى إزالة المنكر وهدم قباب القبور، وسد ذرائع الشرك، وتحقيق العبودية لله وحده [1]، وظلت الدعوة مسالمة متأنية، تطرق القلوب برفق وأناة، وتدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واستمر يعلم من يحضر دروسه ويوضح عقيدته، ويشرح مبادئ دعوته للقاصي والداني، ولكنه رأى أن اللين يقابل بالشدة، وأن الصدق يقابل بالكذب، والموعظة الحسنة يرد عليها بالمؤامرات، فلم يكن بد من دخول مرحلة الجهاد وتغيير المنكر بالقوة.
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها (2)

وبدأ الشيخ يعاونه الأمير محمد بن سعود بإعداد العدة من الرجال والسلاح للخروج بجموع المجاهدين من الدرعية إلى خارج حدودها لنشر الدعوة وتثبيت أركانها في الجزيرة وخارجها، وكان الشيخ يشرف بنفسه على إعداد الرجال، وتجهيز الجيوش وبعث السرايا, ويستمر مع ذلك على الدرس والتدريس، ومكاتبة الناس، واستقبال الضيوف، وتوديع الوفود، فقد جمع الله له العلم والجاه، والعزة والتمكين بعد جهاد طويل [3]. وقد كان له نظر سياسي ثاقب، وخبرة واسعة

[1] انظر: إمام التوحيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص45، 46.
(2) انظر: استمرارية الدعوة، محمد السيد الوكيل (3/ 293).
[3] انظر: إمام التوحيد محمد بن عبد الوهاب، ص53.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 502
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست