اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 314
وكذلك هو الأمر في نظائرها، وهي مسائل الأصول فإن الحق فيها في طرف واحد» [1].
والحق لابد فيه من اليقين، ولا يكفي فيه مجرد الظن، قال تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [يونس: 36].
قال ابن كثير: «أي لا يجدي شيئا ولا يقوم أبدا مقام الحق» [2] , وقد عد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رد الحق وعدم قبوله، من الكبر الذي هو من أشنع الخصال وأردأ الفعال.
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الكبر بطر الحق وغمط الناس» [3].
إن بطر الحق هو دفعه وإنكاره ترفعا وتكبرا واستعلاء، وأما غمط الناس فهو احتقارهم.
إن الحق هو ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وعلى كل مسلم أن يتبع
كل دليل شرعي علمه وتبينه, قال تعالى: {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38].
ومن أهم الوسائل التي تعين على طلب الحق والتحري في ذلك، تقوى الله عز وجل، والإخلاص والتجرد، واللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه، وتدبر الكتاب والسنة واتباع سبيل السابقين الأولين، والصحبة الطيبة.
هـ- تحقيق الأخوة بين أفراد المسلمين:
إن من الأصول العظيمة التي تحقق وحدة الصف وقوة التلاحم، ومتانة التماسك بين أفراد المسلمين تحقيق الأخوة في أوساطهم، إن الأخوة منحة من الله [1] الجامع لأحكام القرآن (8/ 336). [2] تفسير القرآن العظيم (4/ 255). [3] مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر (1/ 65).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 314