responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
الآباء والأجداد, فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170].
إن التقليد المذموم إنما هو التقليد في الباطل، وأما التقليد في الحق فهو في الحقيقة اتباع لا تقليد.
ومن الآيات أيضا التي جاءت في ذم التقليد وأهله قوله تبارك وتعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104].
قال ابن كثير: (أي إذا دعوا إلى دين الله وشرعه وما أوجبه وترك ما حرمه قالوا: يكفينا ما وجدنا عليه الآباء والأجداد من الطرائق والمسالك) [1].
فالتقليد الأعمى والتعصب، يؤديان إلى مهاوي الردى ويقودان صاحبهما إلى مسالك الغواية والضلال، ويصدان عن اتباع النور والهدى، فتكون النتيجة تخبطا وانتكاسا في الدنيا وهلاكا وخسرانا في الآخرة [2].
لقد انتشر مرض التعصب والتقليد في شعوب الأمة الإسلامية لاسيما في العصور المتأخرة، وأصبح هو الأساس والأصل، ونتج عن تفشيه نتائج وخيمة وأمور جسيمة.
يصف الإمام الشوكاني - رحمه الله - حال الأمة الإسلامية عندما انقادت للتقليد واتبعت العوائد السيئة فيقول: «وبهذه الذريعة الشيطانية، والوسيلة الطاغوتية بقى المشرك من الجاهلية على شركه، واليهودي على يهوديته, والنصراني على نصرانيته, والمبتدع على بدعته، وصار المعروف منكرا والمنكر معروفا، وتبدلت الأمة بكثير من المسائل الشرعية وغيرها، وألفوا ذلك ومرنت عليه نفوسهم وقبلته قلوبهم وأنسوا إليه, حتى لو أراد من يتصدى للإرشاد أن

[1] تفسير القرآن العظيم لابن كثير (2/ 213).
[2] في ظلال القرآن لسيد قطب (2/ 991) بتصرف.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست