اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 300
إن اتباع الهوى من أسباب الفرقة, والفرقة من أسباب تأخر التمكين، فإذن فعلى المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية، الحريصين على تحكيم شرع الله تعالى، محاربة الهوى وقلع جذوره وأسبابه من النفوس.
إن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بأن يتقوه بفعل ما أمرهم به من الاجتماع على دينه متحابين متعاونين على الخير، وأن لا يموتوا إلا وهم مستسلمين لأمره منقادين لطاعته مبتعدين عن معصيته.
إن محاربة الأهواء طريق نحو الاجتماع والائتلاف، ونحو الأخذ بأسباب التمكين لهذا الدين.
إن اتباع الأهواء شتت جهودًا ضخمة في العمل الإسلامي، وأمرض قلوبًا كانت حية.
إن العلاج الناجع والبلسم الشافي لمن ابتلى بشيء من الهوى، إلزام النفس بالكتاب والسنة، واتباع منهج السلف الصالح وتربية النفس باستمرار على التقوى والخشية من الله تعالى، واتهام النفس ومحاسبتها دائما فيما يصدر منها وعدم الاغترار بأهوائها وتزييناتها وخداعها، والإكثار من استشارة أهل العلم والإيمان واستجلاء آرائهم حول ما يريد أن يقوله ويفعله، وكذلك ترويض النفس على استنصاح الآخرين وتقبل الآراء الصحيحة الصائبة وإن كانت مخالفة لما في النفس، وتعويدها على التريث وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام وإمضاء الأعمال، والحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط وتفريط وغلو أو تقصير، وجهل وبغي وعدوان، وإكثار المرء من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يجنبه اتباع الهوى ومضلات الفتن, ويسأله تعالى أن يوفقه لقول كلمة الحق في الغضب والرضا، ويكثر من الدعاء الذي علمه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمته: «وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب» [1]، ومن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اللهم إني اعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء» [2]. [1] النسائي، كتاب السهو، باب: الدعاء بعد الذكر (3/ 55) صححه الألباني رحمه الله. [2] رواه الترمذي وصححه الألباني -رحمه الله- كما في صحيح سنن الترمذي (3/ 183)
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 300