اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 235
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والرضا بحكمه, وتنفيذ شريعة الله في الصغيرة والكبيرة, وتحقيق المنهج الذي أراده للحياة: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل:46] في الأرض من الفساد والانحدار والخوف والقلق والضلال, وفي الآخرة من الغضب والعذاب والنكال. إن الأمة الإسلامية عندما تسير على نهج الله تعالى وتحكم شرعه في الحياة, وترتضيه في كل أمورها .. يتحقق وعد الله بالاستخلاف والتمكين والأمن, وما من مرة خالفت عن هذا النهج والطريق القويم إلا تخلفت في ذيل القافلة, وذلت, وطرد دينها من الهيمنة على البشرية, واستبد بها الخوف, وتخطفها الأعداء.
إن وعد الله لا يتبدل ولا يتغير إذا أقمنا الشروط, فإذا أردنا الوعد فعلينا بتحقيق الشروط ولا أحد أوفى بعهده من الله تعالى [1].
آثار الشرك:
إن الشرك الذي يقع فيه الإنسان له آثاره الوبيلة في دنياه وآخرته, سواء أكان الواقع فيه فردًا أم جماعة, فمن تلك الآثار:
1 - إطفاء نور الفطرة:
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف:172].
وعلى هذا فإن الشرك نقض للميثاق الذي أخذه الله على البشر وهم في عالم الذر, كما أنه انحراف عن الغاية التي خلق الله الجن والإنس من أجلها, قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
إن الإنسان يستمد من حقيقة التوحيد إشراقته ونوره وسداد أمره, فإذا أشرك بالله تصبح أعماله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. وتصبح حاله وأعماله معتمة مظلمة, قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ - أَوْ كَظُلُمَاتٍ [1] في ظلال القرآن (4/ 2530).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 235