responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 234
وهذه الأدلة الدامغة التي ذكرناها تدل على أن الناس كانوا على التوحيد وأن الشرك طارئ وحادث فيهم.
إن الجماعة المسلمة التي رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رسولاً تحرص على تحقيق التوحيد ومحاربة الشرك وهي تسعى لتحكيم شرع الله, لأنها تعلم علم اليقين أن من شروط التمكين وإقامة دولة الإسلام تحقيق التوحيد وتهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر, ومن البدع القولية والاعتقادية, والبدع الفعلية العملية, ومن المعاصي وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات, وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد, ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله وبالسلامة من البدع [1] , وتربي الناس على الاستعانة بالله في جميع أمور حياتهم والاستعانة به والنذر له والذبح له وحده سبحانه وتعالى وأن تكون الحاكمية لله رب العالمين.
وهي تحارب شرك القبور, وكذلك شرك القوانين الوضعية وتدعو إلى إفراد العبودية لله وحده في جميع شئون الحياة الإنسانية, ولسان حالها ومقالها قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام:162،163].
لذلك لابد من محاربة الشرك ومداخله وألوانه وجميع طرقه لأن الشرك ذلة في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة, ولأن من متطلبات الإيمان ولوازمه محاربة ضده ألا وهو الشرك.
وبعد أن ذكرت الآية الكريمة شروط الاستخلاف والتمكين والأمن, أرشدت الآيات التي بعدها إلى كيفية المحافظة على هذا التمكين والأمن، وإلى العدة الفعلية للأمة الإسلامية ألا وهي: الاتصال بالله, وتقويم القلب بإقامة الصلاة, والاستعلاء على الشح, وتطهير النفس والجماعة بإيتاء الزكاة, وطاعة الرسول

[1] انظر: الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة, ص191.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست