responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
بالفرد القليل الضئيل أمام قوى السلطان وقوى المال وقوى الحديد والنار, فإذا هي كلها تنهزم أمام العقيدة الدافعة في روح فرد المؤمن, وما هو الفرد الفاني المحدود الذي هزم تلك القوى جميعًا, ولكنها القوى الكبرى الهائلة التي استمدت منها تلك الروح, والينبوع المتفجر الذي لا ينضب ولا ينحسر ولا يضعف» [1].
«تلك الخوارق التي تأتي بها العقيدة الدينية في حياة الأفراد وفي حياة الجماعات لا تقوم على خرافة غامضة, ولا تعتمد على التهويل والرؤى, إنها تقوم على أسباب مدركة وعلى قواعد ثابتة, إن العقيدة الدينية فكرة كلية تربط الإنسان بقوى الكون الظاهرة والخصبة, وتثبت روحه بالثقة والطمأنينة, وتمنحه القدرة على مواجهة القوى الزائلة والأوضاع الباطلة, بقوة اليقين في النصر, وقوة الثقة في الله, وهي تفسر للفرد علاقاته بما حوله من الناس والأحداث والأشياء, وتوضح له غايته واتجاهه وطريقه, وتجمع القوى والطاقات حول محور واحد, وتوجيهها في اتجاه واحد, تمضي إليه مستنيرة الهدف, في قوة وفي ثقة وفي يقين».
ويضاعف قوتها أنها تمضي مع الخط الثابت الذي يمضي فيه الكون كله ظاهرة وخافية, وأن كل ما في الكون من قوى مكنونة تتجه اتجاهًا إيمانيًا, فيلتقي المؤمن في طريقه, وينضم إلى زحفها الهائل لتغليب الحق على الباطل مهما يكن للباطل من قوة ظاهرة لها في العيون بريق» [2].
وبهذا لعلي أكون قد أوضحت حقيقة الإيمان التي نسعى لإيجادها في أفراد الأمة والجماعة المسلمة لنقطع خطوة نحو التمكين المنشود.
* * *

[1] انظر: في ظلال القرآن (6/ 3353).
[2] المصدر نفسه (6/ 3353).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست