اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 16
ومن هنا يتضح أن إطلاق كلمة (الفقه) كانت تعنى العلم بأحكام الدين على وجه العموم والشمول سواء كان فقه العقيدة، أو فقه التفسير أو فقه الحديث أو فقه الفتيا في أمور العبادات، والمعاملات، فيكون المقصود (بالفقهاء) هم العلماء في أمور الدين الإسلامي جملة، أما في أوساط عهد التابعين، فقد أخذت كلمة (الفقه) مدلولاً أخص من مدلولها الأول، فلا تطلق إلا على علم الأحكام الشرعية العملية التي يتوصل العلماء إلى استنباطها من الأدلة التفصيلية، واشتهر من اشتغل بهذا الجانب (بالفقهاء) فقيل: فقه الإمام أحمد [1] , وفقه الإمام الشافعي [2] , وفقه الإمام مالك, وفقه الإمام أبى حنيفة [3] وهكذا [4].
ثانيًا: التمكين في اللغة والاصطلاح:
أ- التمكين في اللغة:
مصدر الفعل (مَكَّن) الذي يتكون من الحروف (م، ك، ن) ومنه (أمْكَنَه) منه بمعنى استمكن الرجل من الشيء، وتمكّن فلان من الشيء، وفلان لا (يُمْكِنه) النهوض أي لا يقدر عليه. (5)
ومن التمكين المَكِنَة تقول العرب: إن بنى فلان لذو مَكِنة من السلطان أي تمكَّن [6]. وتسمى العرب موضع الطير مكنة لتمكن الطير فيه [7] , والمكانة عند العرب هي المنزلة عند الملك، والجمع مكانات، لا يجمع جمع تكسير، وقد مَكُن مَكانةً فهو مَكين، والجمع مُكنَاء, ونُمكّن - تمكُّن. [1] هو أبو عبد الله أحمد بن محمد الشيباني ولد عام 164هـ وتوفى عام 241هـ, انظر: تقريب التهذيب ص84. [2] هو محمد بن إدريس بن هاشم المطلبى ولد عام 150هـ، وتوفى عام 254هـ, تقريب التهذيب ص 467. [3] هو النعمان بن ثابت الكوفي فقيه مشهور مات عام 150هـ, تقريب التهذيب ص 563. [4] انظر: المدخل إلى الفقه الإسلامي، د. عبد الله الدرعان، ص 31.
(5) انظر: مختار الصحاح لأبي محمد الرازي، ص 635. [6] انظر: لسان العرب (ج13، فصل النون، باب مكن ص414). [7] نفس المصدر، (ج13، فصل النون، باب مكن ص414).
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 16