اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 15
والراجح من هذه المعاني هو المعنى الأول للفقه، الذي هو مطلق الفهم، ويقال فقه بكسر القاف: أي فهم، وفَقُهَ بالضم: صار الفقه له سجية وملكة، وفَقَه بالفتح: سبق غيره إلى الفهم. (1)
ب- المعنى الاصطلاحي للفقه:
يراد بالفقه في اصطلاح الفقهاء والأصوليين: العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية. [2] أو هو: العلم بالأحكام الشرعية الفرعية العملية المستنبطة من أدلتها التفصيلية. (3)
ج- التطور التاريخي لكلمة (فقه):
أذن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لبعض الصحابة في الاجتهاد بعد أن توافرت فيه شروطه وبسبب ابتعادهم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتعذر مراجعتهم له حين حدوث الواقعة كمعاذ بن جبل رضي الله عنه [4] حين بعثه إلى اليمن معلمًا وقاضيًا, وكان الصحابة الذين يجتهدون في بعض الوقائع الخاصة يعرضون اجتهادهم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بنية إقرارهم أو توجيههم إلى الصواب، ومع ذلك لم يشع إطلاق اسم الفقهاء عليهم، وإنما كانت هذه الكلمة ترد في توجيهات الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلى ألسنة الصحابة والتابعين، وكان معناها عندهم يقصد به أصحاب الفطنة والبصيرة النافذة في أحكام الدين ومعاني النصوص من الكتاب والسُنَّة، ففي الحديث يقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «نضر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه» [5]، فذل الحديث على تفاوت الناس في فهم معاني النصوص وما ترمى إليه عند استخلاص الأحكام منها. (6)
(1) انظر: أصول الفقه الإسلامي، د. حسن الأهدل ص10. [2] انظر: المفردات للراغب الأصبهاني ص384.
(3) انظر: شرح الكوكب المنير للفتوحي ص11. [4] هومعاذ بن جبل الخزرجى الأنصاري البدرى من أعلم الصحابة بالحلال والحرام, توفى في طاعون عمواس سنة 18هـ وعمره ست وثلاثون سنة، سير أعلام النبلاء (1/ 443 - 460). [5] أبو داود، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم (3/ 322) رقم 3660.
(6) انظر: المدخل إلى الفقه الإسلامي، د. عبد الله الدرعان ص31.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 15