responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 325
سبتة وأصيلا وطنجة وجزيرة أرشقول، وأصبح يتحكم في غرب البحر الأبيض المتوسط [1].
وظهرت آثار سياسة عبد الرحمن الناصر المغربية في الوفود الكثيرة التي كانت ترد بلاطه مزودة بالهدايا المغربية الجميلة، وبالرسائل الرستمية العديدة، التي تتضمن تجديد الولاء والطاعة، والاعتراف بأحقيته في الخلافة دون الفواطم وبني العباس، وتشتمل أيضاً على أخبار مستفيضة عن بلاد المغرب وأحواله، يشرحون فيها سياستهم وأعمالهم إزاء جيرانهم الفواطم، وعما أحرزوه من انتصارات حاسمة على الجيوش الفاطمية [2].
وتكرر الصدام بين الفاطميين والأمويين سنة 344 هـ/955 م في عهد المعز لدين الله الفاطمي عندما كان مركب للناصر يسير نحو الشرق محملاً بالأمتعة بقصد التجارة فلقي في البحر مركباً فيه رسول من صقلية إلى المعز لدين الله الفاطمي

[1] المقتبَس لابن حيان: ورقة 137. أزهار الرياض للمقري: 2/ 257. العلاقات السياسية للفيلالي: ص 155.
[2] المقتبَس لابن حيان: 5/ 257. البيان المغرب لابن عذاري: 1/ 194. سياسة الفاطميين الخارجية لمحمد جمال سرور: ص 219. العلاقات السياسية والثقافية لسالم الخلف: ص 213. العلاقات السياسية للفيلالي: ص 13، 139، 166.
ومن أمثلة الرسائل التي كانت ترد على الناصر رسالة من الزعيم الجزائري محمد بن خزر مجدِداً للناصر البيعة في آخر سنة 317هـ/929 م، وتضمنت هذه الرسالة اعترافه بحق الناصر لدين الله، وأحقيته بالخلافة دون غيره وعلى الرغم من الإغراءات التي كانت تبذل له من قبل الفواطم وكان عبيد الله الشيعي قد أرسل إلى محمد بن خزر كتاباً يدعوه فيه إلى موالاته فرفض، وبني العباس عن طريق أخيه تكين المقيم بمصر، نقتطف من الرسالة ما يلي على سبيل المثال لا الحصر: «والله يا أمير المؤمنين ما أعلم على وجه الأرض أحداً أعرف بما أوجبه الله لك مني، لأني ما قمت بدعوتك إلا تقرباً إلى الله تعالى، وتوصلاً إلى قتال كفار المشارقة (يقصد الفاطميين) ... وقد حاولوا أن يبطلوا نور الإسلام بما كادوا به أهله، فاستخرت الله في جهادهم، وقمت أدعو إلى ربي في جوف الليل في التوفيق والتسديد ... وقد تشبث في حبال المسودة من بني العباس واستدعاني أخي المقيمُ عندهم بمصر، وأتتني كتب «تكين» التركي صاحبهم بمصر في أول الأمر واستجلابي نحوه، فعصمني الله من ذلك باتباع الحق، حتى علمت بأمر أمير المؤمنين أنك أحق الناس بالخلافة، إنها بيدك ميراث لا ينازعك فيها إلا من دفع الحق وعصى الله ورسوله، وهربت بنفسي إلى أمير المؤمنين ورجوت أن ينصرني الله على يديه، وأن يصرف الله معشر زناتة بهذه الدعوة الحق المنصورة حتى يرفعنا على جميع الناس بها، فنكون أولياء دعوتك وأنصار دولتك، فإنك يا أمير المؤمنين مولى كل بربري على الأرض. إذ وجدنا الحق في يدك والإجماع من الناس على أنك أولى بالخلافة من كل منتحل اسمها معك، كذلك يتمسك كل من قدم إلينا المشرق من نواحي أفريقية فكلهم يشكر فعلي بأن الحق معي، حتى تكين صاحب مصر قد رضيه وسره وما ساءه». المقتبَس لابن حيان: ورقة 106 - 108. العلاقات السياسية للفيلالي: ص 142 - 143.
اسم الکتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا المؤلف : محمد خلدون مالكي    الجزء : 1  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست