responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 128
وأنا أوضح الفرق بين القدر والقضاء بمثال "ولله المثل الأعلى": العمارات التي تقام تعلق عليها لوحة فيها: "ان التصميم للمهندس الفلاني، والتنفيذ للمقاول الفلاني"، فالمهندس يرسم الخريطة ويعين علو البناء وسمك الجدران، وما يوضع فيها من الحديد و (الاسمنت) والحجر، ونسبة كل منها، وما يكون فيها من أبواب ونوافذ، يقدر ذلك ويحدده، هذا مثال القدر. والمقاول ينفذ ما قدره المهندس، وهذا مثال القضاء، وكلاهما لله وحده: وكما يمكن للمهندس أن يبدل (اذا أراد) في بعض تفصيلات التصميم، فالله من رحمته جعل الدعاء والصدقة سبباً في رفع بعض ما كان مقدراً. قدرها وحده، ورفعها بالدعاء وحده [1].

الإيمان بالقدر

الثواب والعقاب
هذا معنى القدر بوجه عام، وهو يشمل كل موجود أوجده الله، قدر الله مقاديره وأحواله، وعلم ما سيكون له وما يكون منه، ومن جملة مخلوقات الله الانسان، وهنا تعترض مشكلة طالما خاض فيها الخائضون، وطالما كثر فيها الجدال، هي أمر الثواب والعقاب. اذا كان كل ما يقع في الكون مرسوماً ومعلوماً عند الله من قبل. وكانت سنن الله لا تبديل لها ولا تغيير. فكيف يكون الثواب والعقاب؟
والجواب الاجمالي: انه لا بد من التفريق بين وضع الانسان المشاهد (الملموس)، وبين صفات الله وأعماله، وهي مغيبة، لا يستطيع العقل أن يحكم عليها، ولا يصل إلى ادراكها، ولا يعرف عنها الا ما جاء بطريق الوحي.

[1] ولو كان كل ما يفعل العبد مجبراً عليه من الأزل، لا يبدل ولا يعدل، وليس له اختيار فيه، لم يبق من فائدة لبعثة الأنبياء، وجهاد الكفار، ولا للدعاء. وقد دعا الانبياء والخلفاء الراشدون وصلحاء كل أمة، طالبين دفع الشر، وجلب الخير. وقد رأيت عند وجيه الحجاز، الشيخ الجليل محمد ضيف، رحمه الله، رسالة مخطوطة للشوكاني في هذا المضمار، ولم يكتب في موضوعها مثلها.
اسم الکتاب : تعريف عام بدين الإسلام المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست