اسم الکتاب : كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله المؤلف : محمد علي محمد إمام الجزء : 1 صفحة : 365
النفس
النفس حجاب بين العبد وبين ربه وليس للإنسان الوصول إلى معرفة ربه إلا بقطع هذا الحجاب أى بمجاهدة نفسه فيظفر بحب ربه وإلا ظفرت به نفسه فأهلكته والنفس جبل عظيم شاهق وشاق فى طريق السير إلى الله - سبحانه وتعالى - وكل سائر إلي الله - عز وجل - لابد له من السير من على ذلك الجبل، فمن الناس من هو شاق عليه لأن فى هذا الجبل أودية وشوك ولصوص وقطاع طرق وحيات وعقارب فإذا لم يكن معه عُدد الإيمان ومصابيح اليقين توقد بزيت الإخبات فلا يمكن الوصول، وعلى قمة ذلك الجبل يجلس شيطان يخوفهم كلما هموا بالصعود ويقول لهم أين تذهبون الطريق وعر أمامكم .. [1] وراءكم الأولاد والوظائف، يعدهم الفقر إذا خرجوا ومع ضعف العزيمة وفساد النية يتولد الانقطاع، والمعصوم من عصمه الله - عز وجل -، ومن الناس من يجد الطريق شاق عليه فلم يتحرك خطوة واحدة، وعاش محبوس فى قفص شهواته فحجبته عن معرفة ربه فهو كذلك محجوب يوم القيامة {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [2] ومنهم من خرج وهو فى الطريق نظر إلى [1] مدارج السالكين - 2/ 11. [2] سورة المطففين - الآية 15.
اسم الکتاب : كلمات مضيئة في الدعوة إلي الله المؤلف : محمد علي محمد إمام الجزء : 1 صفحة : 365