responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 243
يضع حدة مزاجه وحرارة إيمانه في خدمة قضية الإصلاح بالجزائر، ويعيش كاتب خطابات للأميين بالمقاهي الجزائرية الشعبية. وكان الطرد يحتوي منشورات لعلها من تحريره، ولكن باسم جمعية العلماء، تتضمن احتجاجاً حاراً على الإدارة الاستعمارية التي أمرت بمنع أي نشاط إصلاحي داخل المساجد؛ وكان (محمد الشريف) يرجوني في خطاب خاص توزيع تلك المنشورات بباريس.
فاجتمعت مع (حموده بن الساعي) و (بن عبد الله) في مقهى (الهجار) بالحي اللاتيني، وانضم إلينا بعض العاملين على البر من الطلبة الجزائريين، وتسلم كل واحد نصيبه من المنشورات لنوزعها، وانطلقنا نمسح شوارع باريس ودروبها على الأقدام، إذ لم يكن لدينا غير ذلك من وسائل النقل، نضع المنشور غالباً في صناديق بريد أولئك المزمع الاتصال بهم، من الصحافيين والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ، وكل من له اسم في حي (سان جيرمان).
ولا شك أن باريسيين وباريسيات، لا يعرفون عن جمعية العلماء ولا عن الإسلام ولا عن الإصلاح شيئاً، قد فوجئوا بوجود منشورنا في صندوق بريدهم ذات صباح.
إنني أتصور دهشتهم في ذلك الصباح، أما عن الأثر الحقيقي لمنشورنا، فإنه لم يكن له إلا صدى واحد في صحيفة (محمد الشريف جوجلاري) اليمينية الملكية التي تناولتنا- لا أتذكر تحت أي عنوان ولا بأي قلم- بالإشارة إلى بعض الحيّات من المسلمين ... الخ.
أما الصحافة اليسارية والتقدمية الديمقراطية ففضلت الصمت ... هذا كل ما كان في الأمر، لا بل إن أهم ما في الأمر كان بالطبع خافياً عن الأنظار في خفايا وزوايا الدوائر الاستعمارية التي أسست، بشارع (لوكونت) من أجل تتبع مثل هذه الأمور، قسماً خاصاً أصبحنا نسميه على وجه التبسيط (شارع لوكونت)،

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست