responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 236
أقول إنني أنجزت معه كل الأعمال اليومية الخاصة بالطلبة المغاربة بالحي اللاتيني، في الوقت الذي بدأت في وسطهم الإرهاصات المبشرة بظهور الحركات الوطنية.
ومن ناحية أخرى يجب أن أقول، إن تحولي عن دراستي خاصة أيام العرض، قد زاد بصحبته منذ أصبحت مهتماً بالفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ، أكثر من اهتمامي بمواد مدرسة اللاسلكي ...
لم يبق للأفق البعيد أي تأثير في توجيهي، ولكنني بدأت أشعر بآفاق جديدة لا زالت غامضة، ولم أكن أستطيع التعبير عنها بكلمات ولكنها تؤثر بوخزها في نفسي على توجيهي العام.
إن باريس مدينة تُخشى عواقبها، فبدأت أفكر كيف أحصن نفسي من مغرياتها. وذات يوم- وأنا في غرفتي أمام النافذة- إذ انطلق من أعماقي دعاء وتضرع إلى الله ...
كان يوم الجمعة من عام 1931 وقد تولى الله الأمر فهداني إلى زوجي وهداها هي، فسمت نفسها خديجة، وأخذت على الفور زمام حياتي المادية في البيت؛ ولكن بقيت حياتي الدراسية متأثرة متصدعة من مشكلات الحي اللاتيني ومما يترتب على صلاتي بـ (وحدة الشبان المسيحيين)؛ ومن ناحية أخرى فإنني بدأت أشعر بطموح جديد يبعدني عن مدرسة اللاسلكي في اتجاه علمي آخر، ربما أوحت لي به كتب الأب (مورو) وزياراتي إلى متحف الفنون والصناعات، وبدأ يقل ترددي على المدرسة وهجرت تماماً أسرة الزميل. وكل ما تحقق بالنسبة لي في هذه الفترة، هو أنني أصبحت أتابع مناقشاتي مع (حموده بن الساعي) تحت سقف بيتي، فتهيئ لنا زوجي الشاي على النمط المغربي، ثم تواصل في ركنها شغل الإبرة وهي تتتبع ما نقول لتراجعني في بعضه بعد ذهاب صديقي.
وفي الحي اللاتيني بدأت تفد وجوه جديدة ... وصل (سحلي وبومنجل)

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست