responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 301
إذا رفعت «القومية» شعارا، أو رفع «الوطن» شعارا، أو رفع «الشعب» شعارا، أو رفعت «الطبقة» شعارا ... ثم أريد الناس على عبادة هذه الشعارات من دون اللّه وعلى التضحية لها بالنفوس والأموال والأخلاق والأعراض. بحيث كلما تعارضت شريعة اللّه وقوانينه وتوجيهاته وتعليماته مع مطالب تلك الشعارات ومقتضياتها، نحيت شريعة اللّه وقوانينه وتوجيهاته وتعاليمه، ونفذت إرادة تلك الشعارات - أو بالتعبير الصحيح الدقيق:
إرادة الطواغيت الواقفة وراء هذه الشعارات - كانت هذه هي عبادة الأصنام من دون اللّه .. فالصنم ليس من الضروري أن يتمثل في حجر أو خشبة ولقد يكون الصنم مذهبا أو شعارا! إن الإسلام لم يجىء لمجرد تحطيم الأصنام الحجرية والخشبية! ولم تبذل فيه تلك الجهود الموصولة، من موكب الرسل الموصول ولم تقدم من أجله تلك التضحيات الجسام وتلك العذابات والآلام، لمجرد تحطيم الأصنام من الأحجار والأخشاب!
إنما جاء الإسلام ليقيم مفرق الطريق بين الدينونة للّه وحده في كل أمر وفي كل شأن وبين الدينونة لغيره في كل هيئة وفي كل صورة .. ولا بد من تتبع الهيئات والصور في كل وضع وفي كل وقت لإدراك طبيعة الأنظمة والمناهج القائمة، وتقرير ما إذا كانت توحيدا أم شركا؟ دينونة للّه وحده أم دينونة لشتى الطواغيت والأرباب والأصنام!
والذين يظنون أنفسهم في «دين اللّه» لأنهم يقولون بأفواههم «نشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه»،ويدينون للّه فعلا في شؤون الطهارة والشعائر والزواج والطلاق والميراث .. بينما هم يدينون فيما وراء هذا الركن الضيق لغير اللّه ويخضعون لشرائع لم يأذن بها اللّه - وكثرتها مما يخالف مخالفة صريحة شريعة اللّه - ثم هم يبذلون أرواحهم وأموالهم وأعراضهم وأخلاقهم - أرادوا أم لم يريدوا - ليحققوا ما تتطلبه منهم الأصنام الجديدة. فإذا تعارض دين أو خلق أو عرض مع مطالب هذه الأصنام، نبذت أوامر اللّه فيها ونفذت مطالب هذه الأصنام ... الذين يظنون أنفسهم «مسلمين» وفي «دين اللّه» وهذا حالهم .. عليهم أن يستفيقوا لما هم فيه من الشرك العظيم!!!

اسم الکتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست