responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 298
ادعاء. فطمأنينة القلب إلى العاقبة، والاتصال باللّه، والرجاء في نصره وفي إحسانه وفضله .. عوض عن كثير ومتاع حسن للإنسان الذي يرتفع درجة عن الحس المادي الغليظ.
ولا نقول هذا لندعو المظلومين الذين لا يجدون جزاء عادلا على جهدهم إلى الرضى بالأوضاع المنافية للعدالة. فالإسلام لا يرضى بهذا، والإيمان لا يسكت على مثل تلك الأوضاع. والجماعة المؤمنة مطالبة بإزالتها وكذلك الأفراد، ليتحقق المتاع الحسن للطيبين العاملين المنتجين. إنما نقوله لأنه حق يحس به المؤمنون المتصلون باللّه، المضيق عليهم في الرزق، وهم مع هذا يعملون ويجاهدون لتحقيق الأوضاع التي تكفل المتاع الحسن لعباد اللّه المستغفرين التائبين العاملين بهدى اللّه.
«وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ» .. خصصها بعض المفسرين بجزاء الآخرة. وأرى أنها عامة في الدنيا والآخرة، على النحو الذي فسرنا به المتاع الحسن في الدنيا وهو متحقق في جميع الأحوال. وذو الفضل يلقى جزاءه في اللحظة التي يبذل فيها الفضل. يجده رضى نفسيا وارتياحا شعوريا، واتصالا باللّه وهو يبذل الفضل عملا أو مالا متجها به إلى اللّه.
أما جزاء اللّه له بعد ذلك فهو فضل من اللّه وسماحة فوق الجزاء.
«وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» .. هو عذاب يوم القيامة. لا عذاب يوم بدر كما يقول بعض المفسرين. فاليوم الكبير حين يطلق هكذا ينصرف إلى اليوم الموعود. ويقوي هذا ما بعده: «إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ».
وإن كان المرجع إلى اللّه في الدنيا والآخرة وفي كل لحظة وفي كل حالة. ولكن جرى التعبير القرآني على أن المرجع هو الرجعة بعد الحياة الدنيا ..
«وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» .. وهذه كذلك تقوّي هذا المعنى، لأن التلويح بالقدرة على كل شيء، مناسب للبعث الذي كانوا يستبعدونه ويستصعبونه! (1)
إن الغاية الأساسية من ذلك البلاغ وهذا الإنذار، هي أن يعلم الناس «أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ» .. فهذه هي قاعدة دين اللّه التي يقوم عليها منهجه في الحياة. وليس المقصود بطبيعة الحال مجرد العلم، إنما المقصود هو إقامة حياتهم على قاعدة هذا العلم .. المقصود

(1) - في ظلال القرآن للسيد قطب - ت- علي بن نايف الشحود [ص 2476]
اسم الکتاب : مفرق الطريق في القرآن الكريم المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست