responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقفات على الطريق المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 226
تعقيب إجمالي على سورة هود عليه السلام
إن الحقيقة الأولى البارزة في سياق السورة كله .. سواء في مقدمتها التي تعرض مضمون الكتاب الذي أرسل به محمد - صلى الله عليه وسلم - أو في القصص الذي يعرض خط الحركة بالعقيدة الإسلامية على مدى التاريخ البشري. أو في التعقيب الختامي الذي يوجه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلى مواجهة المشركين بالنتائج النهائية المستخلصة من هذا القصص ومن مضمون الكتاب الذي جاءهم به في النهاية ..
إن الحقيقة الأولى البارزة في سياق السورة كله .. هي التركيز على الأمر بعبادة اللّه وحده، والنهي عن عبادة غيره .. وتقرير أن هذا هو الدين كله .. وإقامة الوعد والوعيد، والحساب والجزاء، والثواب والعقاب، على هذه القاعدة الواحدة الشاملة العريضة .. كما أسلفنا في تقديم السورة وفي مواضع متعددة من تفسيرها .. فيبقى هنا أن نجلي أولا طريقة المنهج القرآني في تقرير هذه الحقيقة، وقيمة هذه الطريقة:
إن حقيقة توحيد العبادة للّه ترد في صيغتين هكذا: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (59) سورة الأعراف ..
«أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ، إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ... » .. وواضح اختلاف الصيغتين بين الأمر والنهي .. فهل مدلولهما واحد؟.إن مدلول الصيغة الأولى: الأمر بعبادة اللّه، وتقرير أن ليس هناك إله يعبد سواه .. ومدلول الصيغة الثانية: النهي عن عبادة غير اللّه ..
والمدلول الثاني هو مقتضى المدلول الأول ومفهومه .. ولكن الأول «منطوق» والآخر «مفهوم» .. ولقد اقتضت حكمة اللّه - في بيان هذه الحقيقة الكبيرة - عدم الاكتفاء بالمفهوم، في النهي عن عبادة غير اللّه. وتقرير هذا النهي عن طريق منطوق مستقل. وإن كان مفهوما ومتضمنا في الأمر الأول! إن هذا يعطينا إيحاء عميقا بقيمة تلك الحقيقة الكبيرة، ووزنها في ميزان اللّه سبحانه، بحيث تستحق ألّا توكل إلى المفهوم المتضمن في الأمر بعبادة اللّه وتقرير أن لا إله يعبد سواه وأن يرد النهي عن عبادة سواه في منطوق مستقل

اسم الکتاب : وقفات على الطريق المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست