ومن نعيمها ما بشَّر الله به أهل طاعته بقوله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين - في سدر مخضود - وطلح منضود - وظل ممدود - وماء مسكوب - وفاكهة كثيرة - لا مقطوعة ولا ممنوعة - وفرش مرفوعة} (الواقعة: 27 - 34).
ويبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل الجنة بمزيد فضل الله لهم، فإن داخلها ((ينعم ولا يبأس، ولا تبلى ثيابه, ولا يفنى شبابه)) [1]، بل يصرف الله عنه كل سوء مما كان يصيبه في الدنيا، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان؛ يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحُسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً)). (2)
ومن أعظم ما ينعم به أهل الجنة دوامه وأبديته، فالجنة دار نعيم لا ينفد ولا ينقطع: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية - جزاؤهم عند ربهم جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} (البينة: 7 - 8).
وينقل النبي - صلى الله عليه وسلم - البشارة لأهل الجنة بالخلود فيها حين: ((ينادي مناد: إن لكم أن تصحُّوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، فذلك قوله عز وجل: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} (الأعراف: 43)). (3)
وأما النعيم الأعظم الذي لا يدانى والشرف الذي لا يبارى فهو رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى، فلطالما عبدوه في الدنيا ولم يروه، فيتجلى لهم الله يوم القيامة [1] أخرجه مسلم ح (2836).
(2) أخرجه البخاري ح (3245)، ومسلم ح (2834)، وقوله: ((مجامرهم الألوة)) يعني أنهم يستمتعون بأطيب أنواع العود رائحة، وقوله: ((رشحهم المسك)) أي رائحة عرقهم زكية كالمسك
(3) أخرجه مسلم ح (2837).