ثالثاً: أهداف الحوار
وهي كل ما يحقق الخير والصلاح والأمن والسلام والرخاء والطمأنينة للناس كافة. وفي اللفظ القرآني "التعارف" من قوله تعالى في سورة الحجرات، ما يُغني ويفيد ويقوي ويزكّي هذه المعاني جميعاً، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [1] . فالتعارف هنا يتسع ليشمل التعاون والتعايش، وكلَّ ضروب العمل الإنساني المشترك، لما فيه الخير والمنفعة لبني البشر. وهو هدفٌ سامٍ من أهداف الحوار.
وينبغي أن تبدأ أهداف أي حوارٍ من الإنسان وتدور حول شؤونه وقضاياه، وتعود إليه، لئلا يفقد الحوار قيمته وأهميته ومضمونه الغني. وهذه الأهداف من الكثرة بحيث يتعذّر حصرها، ولكن يمكن إجمالها فيما اتفق المجتمع الدولي اليوم على جعلها أهدافاً إنسانية سامية. ويمكن اتخاذ ما ورد في إعلان مبادئ التعاون الثقافي الدولي من أهداف، مثالاً لها. فقد نصَّ هذا الإعلان على الأهداف الآتية [2] :
1. نشر المعارف وحفز المواهب وإثراء الثقافات. [1] الحجرات، الآية 13. [2] إعلان مبادئ التعاون الثقافي الدولي ومشكلاته، الصادر عن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، في نوفمبر 1996، المادة الرابعة.