ثالثاً: دعوة الإسلام إلى الحوار
تقوم فلسفة الحوار في الحضارة الإسلامية على قواعد ثلاث، هي:
القاعدة الأولى:
الإيمان بالله ورسوله وكتابه، وتقوى اللَّه، والتواضع للَّه، والثقة في نصره، والاعتزاز بالحق والتشبث به، يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [1] ، {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [2] . فاستشعارُ العزة والامتلاء بها، يحفزان إلى الثبات في مواقف الحق، وإلى عدم الركون إلى الباطل أو الانهزام أمام سطوته، ويقوّيان في النفس إرادةَ البقاء الحرّ الكريم، فالمؤمن دائماً عزيز النفس قويُّ الجانب، حرّ الإرادة، كريم الذات؛ لا يقبل الهوان والانكسار والذلة والصغار، لا في دينه، ولا في نفسه.
القاعدة الثانية: [1] المنافقون، الآية 8. [2] آل عمران، الآية 139.