اسم الکتاب : آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 48
صورة عُذِّب وكُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ)) [1].
المبحث الرابع: ما يباح من الكذب
عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ليس الكذَّابُ الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً، أو يقول خيراً)) [2].
وفي رواية لمسلم عن أم كلثوم أيضاً: ((ولم أسمعه يُرخِّص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: بمثل ما جعله يونس من قول ابن شهاب)) [3].
قلت: وقول ابن شهاب هو ما رواه مسلم عن ابن شهاب أنه قال: ((ولم أسمَعْ يرخّص في شيء مما يقول الناسُ كذبٌ إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها)) [4].
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ((وهذا الحديث صريح في إباحة بعض الكذب للمصلحة، وقد ضبط العلماء ما يُباح منه، وأحسن ما رأيته ما ذكره الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى قال: ((الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً، فالكذب فيه حرام، لعدم الحاجة إليه، وإن أمكن التوصّل إليه [1] أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب من كذب في حلمه، برقم 7042. [2] أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس، برقم 2692، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه، برقم 2605. [3] أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه، بدون رقم، والنسائي، كتاب السير، باب الرخصة في الكذب في الحرب، برقم 8588. [4] أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكذب وبيان المباح منه، برقم 2605، وانظر: الأذكار للنووي، 324، فهناك فوائد تنير الفهم.
اسم الکتاب : آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 48