اسم الکتاب : آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 16
نعم. ثم سأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ثبت عنده زنا ماعز فأمر برجمه فرُجم. فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم ترَ إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعْه نفسُه حتى رُجِمَ رَجمَ الكلب؟ ثم سار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى مر بجيفة حمار فقال: ((أين فلان وفلان؟ انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار)) قالا: غفر الله لك يا رسول الله، وهل يُؤكل هذا؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فما نلتما من أخيكما آنفاً أشدُّ أكلاً منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها)) [1].
وعن جُندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من سمّع سمَّع الله به يوم القيامة))، قال: ((ومن شاقّ شقّ الله عليه يوم القيامة))، فقالوا: أوصنا، فقال: ((إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنة بملء كفٍّ من دم هراقه فليفعل)) [2].
والمراد بالحديث النهي عن القول القبيح في المؤمنين، وكشف مساويهم وعيوبهم، وترك مخالفة سبيل المؤمنين، ولزوم جماعتهم، والنهي عن إدخال المشقة عليهم والإضرار بهم [3].
وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((اللهم من وَلِيَ من [1] أخرجه أبو داود، كتاب الحدود، باب رجم ماعز بن مالك، برقم 4428، والنسائي في سننه الكبرى، كتاب الرجم، باب ذكر استقصاء الإمام على المعترف عنده بالزنا ... ، برقم 7126، والبيهقي، 8/ 227، وذكره بلفظه ابن كثير في تفسيره، 4/ 216، وقال: ((إسناده صحيح))، وعزاه إلى أبي يعلى. [2] أخرجه البخاري، كتاب الأحكام، باب من شاق شق الله عليه، برقم 7152. [3] فتح الباري، لابن حجر، 13/ 130.
اسم الکتاب : آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 16