اسم الکتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 182
لنا من الأمر شىء ما قتلنا ها هنا " (آل عمران: 154) .. لو كان الموضوع بأيدينا! .. ما الذى جاء بنا إلى هنا؟! .. ما لنا وللقتال .. لماذا نقاتل؟! .. لا .. فليس الأمر بأيديكم , " قل لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم " (ّل عمران: 154) .. لو لم يأتكم رسول ولو لم تخرجوا لقتلتم هنا أيضا .. طالما أنه - سبحانه - كتب عليكم أن تقتلوا هنا فسوف تقتلون هنا ولا محالة .. هذا قدر.
ولذلك فإن من يحلق لحيته حتى لا يؤذى تجده يحلقها فيؤذى .. مكتوبة مكتوبة .. فالقضية ليست قضية أسباب .. القضية من مسبب الاسباب .. انتبه .. لذلك حينما يأتى ويقول: احلق لحيتى , نقول له: يا أخى , البلاء يدفع بطاعة الله ورسوله لا بمعصية الله ورسوله .. فهل تعصى ربك لتدفع عنك البلاء؟! .. اللهم ارفع عن المسلمين البلاء.
أطع ربك .. نفذ أوامره , فالامر كله له لا لمن تخاف منهم .. سلم تسلم , فالذى أمرك الله .. الله العزيز .. الله الجبار .. الله اللطيف " الله لطيف بعباده " (الشورى: 19) .. الله الرحيم .. الله الحفيظ .. فكن معه , فأنت فى حماه , ولن يضيعك أبدا , فهو الله.
كلمة جليلة جدا لأبى إسماعيل الهروى يبين فيها هذا الاصل: يقول: " أن تعلم أن الامر صادر من عين من لا يخاف عواقب الامر " .. فالذى أمرك من؟ .. الله .. هل يخاف؟ .. أعوذ بالله وحاشا لله .. قال ربى: " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها " (الشمس: 14 - 15).
اسم الکتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 182