responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 116
فكل نفس ينقص به جزء منك. والعمر كله قصير , والباقى منه هو اليسير , وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عدل لها ولا خلف منها , فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم أو العذاب الأليم , وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبد , علمت أن كل نفس يعادل أكثر من ألف ألف عام في نعيم , وما كان هكذا فلا قيمة له , فلا تضيع جواهر عمرك النفيسة بغير طاعة أو قربة تتقرب بها , فإنك لوكان معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها , فكيف تفرط في ساعاتك , وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض؟! " اهـ.
وعن عمر بن ذر أنه كان يقول: " اعملوا لانفسكم - رحمكم الله - فهذا الليل وسواده , فإن المغبون من غبن خير الليل والنهار , والمحروم من حرم خيرهما , إنما جعل سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم , ووبالا للاخرين للغفلة عن أنفسهم , فأحيوا لله أنفسكم بذكره , فإنما تحيا القلوب بذكر الله عز وجل. كم من قائم لله - جل وعلا - في هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته , وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومته عندما يرى من كرامة الله للعابدين غدا , فاغتنموا ممر الساعات والليالى والايام - رحمكم الله - , وراقبوا الله - جل وعلا - في كل لحظة , وداوموا شكره " اهـ.
فلذلك أطالبك - أخى في الله - لكى تصل إلى رضوان الله جل جلاله بأمر مهم: هو ان تحصل لك عزلة شعورية تماما عن المستقبل وما يجرى فيه , لأنك لا تعلم الغيب , قال ربنا - جل جلاله -:
" وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا " (لقمان: 34) , ولا تخف من المستقبل فالله معك يعينك , وهو - سبحانه - لا يضيع عباده الصالحين " إن ولىّ الله الذي نزل الكتاب

اسم الکتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست