اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 252
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة". قيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها" [1].
فهنيئًا لك يا من تعود المرضى، هنيئًا هنيئًا؛ فإنك تخوض في رحمة الله تعالى.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عاد مريضا خاض في الرحمة حتى إذا قعد استقر فيها" (2)
وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة" [3].
ويكفي في الوعيد لمن قصَّر في هذا الحق أن الله يعاتبه يوم القيامة عتابًا شديدًا تقشعر منه الأبدان، فكيف بك أخي حينها، ويكفي من يبادر في فعل هذا الخير أن الله يختصه برحمته ومعيته.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني. قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني. قال: يارب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني. قال: يارب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟! قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك [1] أخرجه مسلم (2568) ك البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض، والخرفة: ما يحرز من ثمر النخيل كناية عن الثواب.
(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (522) باب الحديث للمريض والعائد، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (407)، والصحيحة (1929). [3] أخرجه الترمذي (969) ك الجنائز عن رسول الله، باب ما جاء في عيادة المريض، وقال: حديث حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (775).
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 252