اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 147
إخوتاه
دعونا نتصارح، ألست محتاجا إلى كنف رحيم، ألسنا جميعا بحاجة إلى رعاية فائقة، إلى بشاشة وسماحة، إلى ود وألفة، إلى محبة تسعنا وحلم لن يضيق علينا بجهلنا وضعفنا ونقصنا، والله إنَّنا ـ جميعاً ـ لفي أمس الحاجة إلى القلوب الكبيرة التي تسعنا وتعطينا ولا تأخذ منا.
فإنَّ قسوة الظروف وضراوة التحدي وعمق المأساة التي يعانيها المسلمون، والتي يتكبدها الملتزمون على وجه الخصوص، هذا كله يجعلنا في حاجة إلى " الأخوة الصادقة " التي لا تعرف المصالح، بل قانون المنفعة الذي يحكمها هو" زيادة الإيمان " فأنت تنفعني في ديني وأنا أنفعك في دينك.
هذه القلوب الكبيرة أين هي؟ هذه الصدور الحنونة التي نريح عليها رؤوسنا أين ـ بالله ـ نجدها؟ نريد من نبكي على صدره ويحمل همومنا ولا يعنينا بحمل همه، نريد من يهتم بنا ويرعانا يعطف علينا، يعاملنا بالسماحة والرضا والود، نريد أصحاب الوجوه البشوشة، أصحاب البسمة العطرة والكلمة الندية.
أين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان الصحابة إذا حزبهم أمرٌ أتوه، فبمجرد أن ينظروا إليه تنشرح صدورهم وينقلب غمهم سرورا - صلى الله عليه وسلم -.
إخوتاه
هذا واجبكم وواجب الدعاة في كل زمان أن يحملوا همَّ الناس ولا يتعبوا الناس بحمل همومهم، أن يبشوا في وجوه الناس ولا يطلبون من الناس تلك البشاشة، أن يحسنوا إلى الناس ولا ينتظرون جزاء الإحسان، أن يساعدوا الناس ولا ينتظرون مساعدة من أحد، هذا واجبك؛ لأنَّ الدعوة واجبة على كل مسلم.
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 147