اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 146
القلوب كما يجتمع النَّمل على قطعة السكر.
إخوتاه
الرفق كلمة جميلة ترفقت بها كثيرا قبل إيرادها في هذه الورقات، وضعتها بيسر على الخطوط كي يتلاءم معناها مع مغزاها، إنني وضعت كلمة "الرفق" برفق حتى تصل إلى الأخ الفاضل ـ حبيبي وأخي في الله ـ لينة سهلة، فنستطيع بعد ذلك استثمار معانيها وترجمتها إلى واقع حي.
إخوتاه
قال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " (آل عمران/159) نعم إنَّ الله يعلم نبيه كيف يدعو الناس، وهو أحسن الناس خلقا، زكاه الله فقال: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (القلم/4) إلا أنَّ شأن الدعوة خطير، ويحتاج إلى تدريب وممارسة.
يقول: " فبما رحمة من الله لنت لهم " فاللين نتج عن محض رحمة الله جل وعلا، فاللهم هبْ لنا الرحمة من عندك تهدِ بها قلوبنا وتؤلف بيننا.
كان عمر- رضي الله عنه - حين تولى الخلافة يدعو ربه في جوف الليل فيقول: اللهم إنِّي حديد فليني للمسلمين.
فالله وحده الذي يسبغ على عباده هذه الرحمات فتلين القلوب، وما الصنيع إن نزع الله الرحمة من قلوب الغلاظ الأشداء، فسل الله قلبا لينا.
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 146