responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 142
وتأليفها، فإنه بذلك يستطيع - بحول الله وقوته ـ أن يقلب طبيعتها الوحشية إلى طبيعة أليفة فتقبل عليه وتلتصق به كما تلتصق الهرة إذا مسحت على ظهرها مداعبا، فالقلوب كذلك تحتاج إلى شيء من الرفق، وفي سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - أمثلة حية على ذلك:
عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان ابن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير، وكان عمير شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة، وكان ابن وهب بن عمير في أسارى أصحاب بدر.
قال: فذكر أصحاب القليب بمصابهم. فقال: إنْ في العيش خير بعدهم.
فقال عمير بن وهب: صدقت والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فإن لي فيهم علة، ابني عندهم، أسير في أيديهم.
قال: فاغتنمها صفوان فقال: عليَّ دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أسويهم ما بقوا، لا نسعهم بعجز عنهم.
قال عمير: اكتم عني شأني وشأنك. قال: أفعل. ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق إلى المدينة، فبينما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر، وما أكرمهم الله به، وما أراهم من عدوهم، إذ نظر إلى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف.
فقال: هذا الكلب والله عمير بن وهب، ما جاء إلا لشر، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر، ثم دخل عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشحا بالسيف، قال: فأدخله.
فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها، وقال عمر لرجال من

اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست