اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 399
قال في تحلّله من الصلاة "عليكم السلام" هل يحصل به التحلّل أم لا؟ الأصحّ أنه يحصل، ويحتمل أن يُقال: إن هذا لا يستحق فيه جوابًا بكل حال.
[8/ [620]] لما رويناه في سنن أبي داود والترمذي، وغيرهما بالأسانيد الصحيحة عن أبي جزي الهجيميّ الصحابي رضي الله عنه، واسمه جابر بن سليم [1]؛ وقيل سليم بن جابر، قال:
أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله، قال: "لا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ، فإنَّ عَلَيْك السَّلامُ تحِيَّةُ المَوْتَى" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: ويحتمل أن يكون هذا الحديث ورد في بيان الأحسن والأكمل، ولا يكون المراد أن هذا ليس بسلام، والله أعلم. وقد قال الإِمام أبو حامد الغزالي في الإِحياء: يكره أن يقول ابتداء "عليكم السلام" لهذا الحديث، والمختار أنه يُكره الابتداء بهذه الصيغة، فإن ابتدأ وجب الجواب لأنه سلام.
[فصل]: السنّة أن المسلِّم يبدأ بالسلام قبل كل كلام، والأحاديث [620] أبو داود (4084)، والترمذي (2722)، وقال الحافظ: قول النووي: بالأسانيد الصحيحة، يُوهم أن له طرقًا إلى الصحابي المذكور، وليس كذلك ... وقد أخرجه أيضًا أحمد والنسائي، وصححه الحاكم. الفتوحات 5/ 321.
(1) "واسمه جابر بن سليم": قال البخاري: إنه الصحيح، وكذا رجحه ابن عبد البرّ أيضًا، كذا في السلاح، وخرّجه الحافظ بسنده عن أبي تميمة الهجيمي عن جابر عن رجل من قومه وهو أبو جزي رضي الله عنه قال: لقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة وعليه ثوب قِطري وهو بكسر القاف وسكون المهملة، فقلت: عليك السلام يا رسول الله! فقال: "عليك السلام تحيّة الموتى، قل السلام عليكم" قالها مرّتين أو ثلاثًا قال الحافظ بعد تخريجه: حديث صحيح أخرجه النسائي
اسم الکتاب : الأذكار - ت مستو المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 399