responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 189
وقال المناوي [1]: (اللّهم من آمن بك) أي صدق بأنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك (وشهد أني رسولك) إلى الثقلين (فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك) فيتلقاك بقلب سليم وخاطر منشرح ولا ينهمك في شيء من قضائك ويعلم أنه ما من شيء قدرته إلا وله وفيه خيور كثيرة دينية فيحسن ظنه بك (وأقلل له من الدنيا) أي من زهرتها وزينتها ليتجافى بالقلب عن دار الغرور ويميل به إلى دار الخلود (ومن لم يؤمن ويشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وكثر له من الدنيا) وذلك هو غاية الشقاء فإن مواتاة النعم على وفق المراد من غير امتزاج ببلاء ومصيبة يورث طمأنينة القلب إلى الدنيا وأسبابها حتى تصير كالجنة في حقه فيعظم بلاؤه عند الموت بسبب مفارقته وإذا كثرت عليه المصائب انزعج قلبه عن الدنيا ولم يسكن إليها ولم يأنس بها فتصير كالسجن له وخروجه منها غاية اللذة كالخلاص من السجن.
وعَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ رواه االحاكم (2)
وفي الفتوحات: " الموت للمؤمن تحفةٌ،والنعش له محفةٌ ينقله من العدوة الدينا إلى العدوة القصوى حيث لا فتنة ولا بلوى فينزله أحسن منزل في أخصب منزل،منزلُ لذةٍ ونعيمٍ ويسقَى من عين مزاجُها من تسنيم "
" وما مات أحدٌ إلا بحلول أجله،وما قبضَ إلا دونَ أملِه،ليس بخاسرٍ ولا مغبونٍ مَن كان أملَه المنونُ، فإن فيه اللقاءَ الإلهيَّ،والبقاءَ الكيانيَّ، ومن ذلك سِرُّ الموت وما فيه منَ الفوتِ " (3)

ــــــــــــــــ

[1] - في فيض القدير (1500)
(2) - الحاكم 4/ 319 (7900) والمجمع 2/ 320 وهب (9535) وإتحاف الخيرة (1831) وشرح السنة (1424) وابن المبلرك في الزهد (588) والمطالب (708 و 3094) وكشف الخفاء (948) وهو حديث حسن لغيره
(3) - الفتوحات المكية - (7/ 95)
اسم الکتاب : الاستعداد للموت المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست