اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 39
رؤوسهم ومقصرين. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله الذي خلق آدم بيده من صلصال كالفخار، وأسجد له ملائكته المقربين الأطهار، فسجدوا إلا إبليس أبى فباء باللعنة والصغار. مسح تعالى ظهر آدم بيده فاستخرج ذريته كالذر ونفذ فيهم الأقدار. قبض قبضة وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي. وقبض قبضة فقال: هؤلاء ولا أبالي إلى النار. لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي، بل هو النافع الضار. أحمده سبحانه على نعمه الغزار.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توحيدا مقتنى ليوم الحاجة والافتقار، متظاهرا عليه اللسان والجنان بالسر والجهار، مشهودا به لربنا كما شهد به لنفسه وشهدت به ملائكته وأولو العلم من خلقه، لا إله إلا هو العزيز الغفار.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى ونحر، وحج واعتمر، وجاهد المنافقين والكفار. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه البررة الأخيار، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى، والتمسوا من الأعمال ما يحب ويرضى. واعلموا أن يومكم هذا يوم فضيل، وعيد جليل، رفع الله قدره وأظهر، سماه يوم الحج الأكبر. وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم فقال في خطبته: "أيها الناس اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم 1") . وقال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" [2]. وفي هذا اليوم يجتمع الحاج بمنى يستكملون مناسك الحج، ويتقربون إلى الله بالعج والثج، يحيون سنة
1 رواه أحمد في المسند (5:251) . [2] البخاري: العلم (121) , ومسلم: الإيمان (65) , والنسائي: تحريم الدم (4131) , وابن ماجه: الفتن (3942) , وأحمد (4/358 ,4/363 ,4/366) , والدارمي: المناسك (1921) .
اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 39