اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 20
على ما أولاه من الإنعام والإكرام والتسديد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الحميد. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أفضل من دعا إلى الإيمان والتوحيد. اللهم صلى على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم من صالحي العبيد، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمع ويرى. وإياكم والاغترار بزهرة الحياة الدنيا، فقد اغتر بها قوم قبلكم فأوردهم موارد العطب والردى. أسكرتهم برونقها فما أفاقوا إلا وهم في عسكر الموتى. كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وعددا. كانوا أطول منكم آمالا وأحسن أثاثا ومنظرا. سرت إليهم الأقدار فما ونت في سيرها، وما أبقت منهم أحدا. فما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون لما نزل بهم القدر وقرب المدى. وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله، ولم يجدوا لهم من دونه موئلا وملتحدا.
فانتبهوا رحمكم الله، {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [1]. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ} [2]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم [1] سورة البقرة آية: 281. [2] سورة الأعراف آية: 4-9.
اسم الکتاب : الخطب المنبرية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 20