وقد يقول قائل: هل تزول المفسدة ويتسامح فيه إذا كان الطعام للإنسان خاص به ككأس ماء؛ لأن العلة هي تقذيره لغيره، وهو لا يتقذر من نفخ نفسه؟
فنقول: الوقوف على ظاهر الخبر أحسن, فلعل العلة أوسع من ذلك, فقد قال بعضهم: أن هذا الهواء يخرج من الرئتين وفيه من الأشياء ما لا يراه الإنسان, فقد يدخل في الطعام وهو لا يراه، وعليه فلا يتنفس فيه لتبريده، ولا لغرض آخر.
مسألة: أكل الطعام الحار يُكره من حيث الصحة , فشرب الشراب الساخن مضر لا يجوز, وأكل الطعام الحار الذي يؤذي لا يجوز أيضاً, لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ضرر ولا ضرار، (1)
والضرر بلا قصد, والضرار بقصد،
(1) أخرجه أحمد (رقم: 2867) وابن ماجه (رقم: 2341) من حديث ابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه (رقم: 2340) من حديث عبادة بن الصامت.
وأخرجه الطبراني (رقم: 1387) من حديث ثعلبة بن أبى مالك.
وأخرجه مالك (رقم 1429) والشافعي (رقم: 1114) من حديث عمرو بن يحيى المازني عن أبيه مرسلاً.
وأخرجه الدارقطني (رقم: 288) والحاكم (رقم: 2345) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. والبيهقى (رقم: 11166) من حديث أبي سعيد.
وأخرجه الدارقطني (رقم: 83) والطبراني في الكبير (رقم: 1037) وفي الأوسط (رقم: 1033) من حديث عائشة.