وله لفظ آخر: «إذا وُضع الطعام فكلوا من حافته وذروا وسطه فإن البركة تنزل في وسطه» (1)
والله - عز وجل - حينما خلق هذه الأعيان علويها وسفليها جعل في بعضها البركة, ومن ذلك ما أخبرنا عن الحجر الأسود أن فيه بركة فمسحه يحط الخطايا وهو قربة فمسحه حسنات, والعسل فيه شفاء, وكذا الحبة السوداء, وأشياء كثيرة, ومن ذلك أن من رحمة الله - عز وجل - أن الناس إذا اجتمعوا على الطعام, فإن الله - عز وجل - يجعل البركة تنزل في الوسط ثم تنتشر, ولو كانت البركة لا تنتشر لكان النهي عن الأكل من الوسط فيه منع للبركة, لكنها تنزل في الوسط ثم تنتشر, فإذا أُكلت من الوسط ضاعت على الجميع, وقد تكون هذه البركة حسية, يمكن أن تكون معنوية، ويمكن حصولها جميعاً.
وقد وجدت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حسية, فكان الطعام يؤكل منه وهو بحاله, كما في قصة جابر وغيره, وقصة الماء الذي يصب حينما أخذ من مزادة [2] المرأة المشركة ثم وزع على أهل العسكر ولم ينقص من الماء شيء.
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (رقم: 24947) وأحمد (رقم: 3438) والترمذي (رقم: 1805) والنسائي (رقم: 6729) وابن ماجه (رقم: 3277). [2] أخرجه البخاري (رقم: 337) ومسلم (رقم: 682).