وتكفير المسلم مفتاح استباحة دمه:
- فقد اتُّهمَ القاضي عياض - رحمه الله تعالى- بأنه "يهودي"؛ لأنه كان يلزم بيته للتأليف نهار السبت.
- وهذا الشيخ علاء الدين العطار تلميذ الإمام النووي -رحمهما الله- مع أنه كان شيخ زمانه- كان يمشي متأبطًا وثيقة من أحد القضاة بصحة إيمانه، وبراءته من كل ما يكفره، مخافةَ أن يصادفه أفَّاك في مجلس.
- وفي القصة التالية معتبر ومزدجر وتذكرة بأن "من الغيبة ما قتل":
عن رشيد الخبَّاز قال: خرجت مع مولاي إلى مكة، فجاورنا، فلما كان ذات يوم، جاء إنسان فقال لسفيان: "يا أبا عبد الله، قَدِم اليوم حسنٌ وعليٌ ابنا صالح"، قال: "وأين هما؟ " قال: "في الطواف"، قال: "إذا مَرَّا، فأرنيهما"، فمرَّ أحدهما، فقلت: "هذا عليٌّ"، ومرَّ الآخر، فقلت: "هذا حَسَنٌ"، فقال: "أما الأول فصاحِب آخِرة، وأما الآخَرُ فصاحب سيف، لا يملأ جوفَه شيء"، قال: فيقوم إليه رجل ممن كان معنا، فأخبر عليًّا، ثم مضى مولاي إلى علي يسلم عليه، وجاء سفيان يُسلم عليه، فقال له علي: "يا أبا عبد الله، ما حملك على أن ذكرتَ أخي أمسِ بما ذكرته؟ ما يُؤمنك أن تبلغ هذه الكلمة ابن أبي جعفر، فيبعث إليه، فيقتله؟ " قال: فنظرت إلى سفيان، وهو يقول: "أستغفر الله" وجادتا عيناه [1].
(1) "سير أعلام النبلاء" (7/ 366).