responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 440
في علمه وحاله؟. (1)
[السير (تهذيبه) 3/ 1133].
* وقال ابن كثير رحمه الله: ركب - أي: الملك نور الدين محمود رحمه الله - يومًا مع بعضِ أصْحابه والشمسُ في ظُهورِهما، وظِلُّها بين أيْدِيهما لا يدْرِكانِهِ،

(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولهذا يُنكر على من يتقرَّب إلى الله بترك جنس اللذات , كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للذين قال أحدهم: أمَّا أنا فأصوم لا أفطر , وقال الآخر: أما أنا فأقوم لا أنام , وقال الآخر: أمَّا أنا فلا أتزوج النساء , وقال الآخر: أمَّا أنا فلا آكل اللحم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لكنِّي أصوم وأفطر , وأقوم وأنام , وأتزوج النساء , وآكل اللحم , فمن رَغِبَ عن سُنَّتِي فليس مني) ......
والتحقيق: أنَّ العمل لا يُمدح ولا يُذمّ لمجرد كونه لذَّة , بل إنَّما يُمدح ما كان لله أطوع وللعبد أنفع , سواء كان في لذَّة أو مشقة , فربّ لذيذ هو طاعة ومنفعة , وربَّ مُشِقّ هو طاعة ومنفعة , وربَّ لذيذ أو مشقّ صار منهيًا عنه. الاستقامة / 248
وقال رحمه الله: إذا تبيَّن هذا , فاعلم أنَّ اللذَّة والسرور أمرٌ مطلوب , بل هو مقصود كل حيّ , وكونه أمرًا مطلوبًا ومقصودًا أمرٌ ضروريٌّ من وجود الحي , وهو في المقاصد والغايات بمنزلة الحس والعلوم البديهية في المبادئ والمقدمات ....
وإذا كانت اللَّذَّة مطلوبة لنفسها , فهي إنّما تُذَمُّ إذا أعقبت ألمًا أعظم منها , أو منعت لذَّة خيرًا منها, وتُحمد إذا أعانت على اللَّذَّة المستقرَّة , وهو نعيم الآخرة التي هي دائمة عظيمة) .....
وإذا عُرِفَ أنَّ لذَّات الدنيا ونعيمها إنَّما هي متاع ووسيلة إلى لذات الآخرة , وكذلك خُلقت , فكل لذَّة أعانت على لذَّات الآخرة فهو مما أمر الله به ورسوله , ويُثاب على تحصيل اللَّذَّة بما يثوب إليه منها من لذَّات الآخرة التي أعانت هذه عليها , ولهذا كان المؤمن يُثاب على ما يقصد به وجه الله من أكله وشربه , ولباسه ونكاحه , وشفاء غيظه بقهر عدوه في الجهاد في سبيل الله , ولذَّة علمه وإيمانه وعبادته وغير ذلك , ولذَّات جسده ونفسه وروحه من اللَّذَّات الحسيَّة والوهمية والعقلية.
وكل لذَّة أعقبت ألمًا في الدار الآخرة , أو منعت لذَّة الآخرة , فهي محرَّمة.
وأمَّا اللَّذَّة التي لا تعقب لذَّة في دار القرار ولا ألمًا , ولا تمنع لذَّة دار القرار , فهذه لذَّة باطلة؛ إذ لا منفعة فيها ولا مضرَّة , وزمانها يسير , ليس لتمتع النفس بها قَدْر, وهي لا بد أن تشغل عمَّا هو خير منها في الآخرة , وإن لم تشغل عن أصل اللَّذَّة في الآخرة ......
ومحبّة النفوس للباطل نقص، لكن ليس كل الخلق مأمورين بالكمال، ولا يمكن ذلك فيهم، فإذا فعلوا ما به يدخلون الجنة، لم يَحْرم عليهم ما لا يمنعهم من دخولها. الاستقامة / 417 - 421
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست