اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 318
تقديم الأولويات
* عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: ما رأيت فقيهًا قط أقل صومًا من عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -، فقيل له: لم لا تصوم؟ قال: إني أختار الصلاة على الصوم، فإذا صمت ضعفت عن الصلاة. [صفة الصفوة 1/ 85].
* وعن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء رضي الله عنهما. فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مبتذلة. فقال لها: ما شأنكِ؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا. قال: فلما جاء أبو الدرداء قرب طعامًا فقال: كُل فإني صائم. قال: ما أنا بآكلٍ حتى تأكل. قال: فأكل.
فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم. فقال له سلمان: نم، فنام. فلما كان من آخر الليل قال له سلمان: قم الآن. فقاما فصلّيا فقال: إن لنفسك عليك حقًا، ولربك عليك حقًا، وإن لضيفك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، فأعطِ كلّ ذي حقٍ حقه، فأتيا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرا ذلك له فقال: " صدق سلمان". [رواه البخاري، رقم: 5788].
* وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لأن أعوُل أهلَ بيتٍ من المسلمين شهرًا أو جمعةً أو ما شاء الله، أحبّ إلي من حجّة بعد حجة، ولَطَبقٌ بدانقٍ أهديه إلى أخٍ لي في الله أحبّ إلي من دينارٍ أنفقه في سبيل الله - عزَّ وجلَّ. [صفة الصفوة 1/ 373].
* وعن خَيْثَمة: قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: كنتُ تاجرًا قبل المَبْعث، فلما جاء الإسلامُ، جمعتُ التِّجارةَ والعِبادةَ، فلم يجتمعا، فتركتُ التجارة، ولزمتُ العبادة.
قال الذهبي رحمه الله: الأفضل جَمْعُ الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قاله هو طريقُ جماعة من السَّلفِ والصوفية، ولا ريبَ أن أمزجة الناس تختلفُ في
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 318