responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 139
* وقال الذهبي: أم عمارة - رضي الله عنها - نَسيبَةُ بنت كعب بن عمرو الفاضلة المجاهدة الأنصارية.
شَهِدتْ أمُّ عمارة ليلة العقبة، وشهدت أُحدًا، والحديبية، ويوم حُنين، ويومَ اليمامة. وجاهدت، وفعلت الأفاعيل، وقُطعت يدُها في الجهاد.
وكان ضَمرةُ بن سعيد المازنيُّ يُحدث عن جَدَّتِه، وكانت قد شَهدت أُحدًا، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لمُقامُ نَسِيْبَةَ بنت كعبٍ اليوم خَيرٌ من مُقام فُلان وفُلان".
وكانت تَراها تُقاتلُ أشدَّ ما يكون القتال، وإنَّها لحاجزةٌ ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثةَ عشرَ جُرحًا، وكانت تقول: إني لأنظُر إلى ابن قمِئة وهو يضربُها على عاتقها وكان أعظم جراحها، فداوتهُ سنةً. ثم نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إلى حَمراء الأسد. فشدَّت عليها ثيابَها، فما استطاعت من نزف الدم. - رضي الله عنها - ورحمها.
وعن عُمارة بن غَزيَّة قال: قالت أُمُّ عمارة: رأيتُني، وانكشف النَّاسُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما بقي إلا نُفَير ما يُتِمُّون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نَذُبُّ عنه، والناسُ يمرون به مُنْهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى رجلاً موليًا ومعه تُرس، فقال: ألقِ تُرسكَ إلى مَن يقاتلُ، فألقاه فأخذتُهُ. فجعلت أُتَرِّسُ به عن رسولِ الله. وإنَّما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ الخيل، لو كانوا رجَّالةً مثلَنا أصبناهم، إن شاء الله.
فيُقبلُ رجلٌ على فرسه فيضربُني، وترَّستُ له، فلم يصنع شيئًا، فأضربُ عُرقوب فرسه، فوقع على ظهره. فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصيح: يا ابن أُمَّ عُمارة، أُمَّكَ! أُمَّكَ! قالت: فعاونني عليه، حتى أوردتُه شعوب ([1]) ". [السير (تهذيبه) [1]/ 258، 259].
روى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ما التفتُّ يوم أُحد يمينًا ولا شمالاً إلا وأراها - أي أم عمارة - تقاتل دوني".

[1] قال في الحاشية: شعوب: من أسماء المدينة.
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست