responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 129
علو الهمة (1)
* عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لما قُبِض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لرجل من الأنصار: هلمّ، فلنسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فيهم؟ قال: فتركت ذلك، وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحديث، فإن كان ليَبلُغني الحديث عن الرجل، فآتي بابه وهو قائل، فأتوسَّد التراب، فيخرج فيراني فيقول: يابن عمّ رسول الله، ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحقّ أن آتيك فأسألك عن الحديث فعاش ذلك الفتى الأنصاري حتى رآني، وقد اجتمع الناس حولي يسألوني فيقول: هذا الفتى كان أعقل مني (أخرجه الطبراني). [صفة الصفوة [1]/ 369].
* وقال - رضي الله عنه -: ذَلَلْتُ طالبًا، فعزَزْتُ مطلوبًا، وكان يقول: وجدتُّ عامّة عِلْم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذا الحيّ من الأنصار، إنْ كنتُ لأَقِيل بباب احدهم

[1] قال ابن القيم رحمه الله: وكمالُ كلِّ إِنسانٍ إنَّما يَتِمُّ بهذين النَّوعين , هِمَّةٌ تُرقِّيهِ , وعلمٌ يُبصِّرهُ ويَهديهِ؛ فإنّ مَراتَب السَّعادَةِ والفَلاحِ إنَّما تفوتُ العَبدَ من هاتَين الجهتَين , أو مِن إحداهُما , إِمَّا أنْ لا يكونَ له علمٌ بها , فلا يتحرَّكُ في طَلَبها , أو يكونَ عالمًا بها ولا تنهَضُ همَّتُهُ إليها , فلا يَزالُ في حضيضِ طَبعه محبوسًا , وقلبُهُ عن كمالهِ الذي خُلِقَ له مصدودًا منكوسًا , قد أسامَ نفسَهُ مع الأنعامِ راعيًا مع الهَمَلِ , واستطابَ لُقَيماتِ الرَّاحَةِ والبطالَةِ , واسْتَلاَنَ فِراشَ العجزِ والكَسَلِ , لا كَمَن رُفِعَ له عَلَمٌ فشمَّرَ إليه , وبُورِكَ له في تفرُّدهِ في طريقِ طلبهِ , فَلَزِمهُ واستقامَ عليه , قَد أَبَتْ غَلَباتُ شوقِهِ إلاّ الهجرَةَ إلى الله ورسولهِ , ومقَتَتْ نفسُهُ الرُّفقاء إلاّ ابنَ سبيلٍ يُرافِقهُ في سبيلهِ. مفتاح دار السعادة 1/ 214، 215
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست