اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 310
فأنفق المليون جنيه وزيادة، ولم يجد السعادة حتى إنه كان لا يأكل إلا شيئًا يسيرًا من الطعام، فهو ممنوع من أكل كثير من الأطعمة، وأخيرًا، مات بهذا المرض حسيرًا نادمًا.
• هل السعادة في نيل أعلى الشهادات، في أن يصبح الإنسان دكتورًا!!.
الإجابة - بكل ثقة - لا.
طبيبة تصرخ، تقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجًا!!! انظروا كيف تقول هذه الطبيبة، وربما كانت في نظر كثير من الناس «سعيدة جدًا».
لأن الطب ـ في نظر كثير من الناس ـ أعلى العلوم، وشهاداته أفضل الشهادات، وهذه نظرة خاطئة، إنما هذه نظرة الكثير من الناس، أن الإنسان إذا كان «دكتورًا»، وفي الطب، فإنه يعيش في قمة السعادة.
تقول تلك الطبيبة: خذوا شهاداتي ومعاطفي، وكل مراجعي، وجالب السعادة الزائفة (تعني المال)، وأسمعوني كلمة «ماما».ثم تقول هذه الأبيات:
لقد كنْتُ أرجُو أنْ يُقالَ طبيبةٌ ... فقد قِيل فما نالني مِن مقالِها
فَقُل للتي كانتْ ترَى في قدوةً ... هي اليومَ بينَ الناسِ يُرثَى لحالِها
وكلّ مُناها بعضُ طِفْلٍ تَضُمُّهُ ... فهل ممكنٌ أنْ تشتريه بمالِها
• هل أصحاب السعادة هم أصحاب المناصب العالية المرموقة من قادة ووزراء وغيرهم؟
لا. أتدرون لماذا؟ لأن المسئولية هَمٌّ في الدنيا، وإن لم يقُمْ صاحبها بحقها فهي حسرة وندامة يوم القيامة. صاحب المنصب والسلطان لا يفارقه الهمّ خوفًا من زواله، تجده يشقى للمحافظة عليه، وإذا زال منصبه ـ ولابد أن يزول ـ عاش بقية عمره تعيسًا. والمنصب قد يكون سببًا في هلاك صاحبه، ولذلك يعيش في خوف وقلق دائمين. وكفانا على ذلك قصة: فرعون وهامان صاحبا المناصب العالية المرموقة اللذان خلد القرآن قصتيهما.
أما في العصر الحاضر، فشاه إيران مثال واضح:
الرجل الذي أقام حفلًا ليعيد فيه ذكرى مرور ألفين وخمسمائة سنة على قيام الدولة الفارسية، وأراد أن يبسط نفوذه على الخليج، ثم على العالم العربي بعد ذلك،
اسم الکتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 310